بقلم عزيز بنحريميدة
منذ تعيينه على رأس المحكمة الإبتدائية بمكناس عمل الأستاذ عبد الغني الشاغ على تجديد وتعزيز الثقة بالمرفق القضائي بإعتماده على معايير دقيقة، أبرزها إستقصاء الإحصائيات في كل أقسام المحكمة ليقف من خلالها على مدعاة الرأب، ناهيك عن معايير أخرى ساعدته على وضع القضاة في مكانهم المناسب بما يتناسب مع قدراتهم وكفاءتهم مكرسا بذلك مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب.
بالاضافة الى تتبعه الحثيث لعمل القضاة والموظفين على مستوى تدبير الملفات، مما أسهم إلى حد كبير في تصفية القضايا المتراكمة، ليسهم بذلك في تبوء المحكمة الابتدائية بمكناس لرتب جد متقدمة من حيث تصفية القضايا سواء على مستوى المسجل أو الرائج، .
خبرة الاستاذ عبد الغني الشاغ الطويلة وتمرسه جعلته في ظرف قياسي يضع يده على مكامن الخلل التي كانت الى وقت قريب تعيق سلاسة العمل القضائي بابتدائية مكناس حيث ركز جهده على نهج استراتيجية التحديث والبرامج المبتكرة، والهيكلة المعقلنة لمصالح كتابة الضبط، سواء من حيث التموقع أو نوعية الأداء، ويكفي اليوم أن المرتفق يجد ضالته بسلاسة ويسر ووقت وجيز.
أما على مستوى توحيد العمل القضائي، فقد عمل الشاغ على جمع مواطن الخلاف، وعقد موائد مستديرة بين رؤساء الهيآت حيث تم طرح الإشكالات و توحيد الاجتهادات المتواترة لمحكمة الاستئناف أو اجتهادات محكمة النقض.
ولم يغفل المسؤول القضائي تفعيل دور التفتيش التسلسلي، والإشراف على تأطير القضاة خصوصا المبتدئين منهم، والحرص على العلاقة الجيدة مع هيئة الدفاع ومساعدي القضاء، بما يخدم سير المرفق ومصلحة المتقاضين، ونهج سياسة الباب المفتوح في وجه المتقاضين. فالتوجه الذي يعتمده على مستوى التفتيش التسلسلي، هو ليس رصد الاختلالات فحسب، ولكن علاجها في المكان عينه، وهي إستراتيجية اعتمدها في بعض المحاكم التي تقلد مسؤوليتها سابقا وأعطت أكلها،وحققت أهدافها المرجوة.