صوت العدالة- عبد السلام العزاوي
الأستاذ بوشعيب محب.. رجل التوازنات الذي نقل تجربته من طنجة إلى سطات
وقع الأستاذ بوشعيب محب، أحد أعمدة القضاء المغربي، منذ تنصيبه رئيساً أول لمحكمة الاستئناف بطنجة في فبراير 2016، على مسار مهني حافل بالتميز والانضباط، قبل أن ينتقل في محطة جديدة من مسيرته المهنية إلى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، حيث واصل بعزيمته المعهودة نقل تجربته الثرية وخبرته الطويلة إلى فضاء قضائي جديد، بروح من الالتزام والمسؤولية.
عرف عن الأستاذ بوشعيب محب صرامته في تطبيق القانون، وجديته التي لا تعرف التراخي، وتفانيه اللامحدود في خدمة ورش إصلاح العدالة، تنزيلاً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بصفته رئيساً أعلى للسلطة القضائية. وهي خصال جعلت منه مرجعاً يحتذى به داخل الجسم القضائي.
في طنجة، حيث بصم على سنوات من الأداء النموذجي، نهج سياسة الأبواب المفتوحة، إيماناً منه أن التواصل مع المرتفقين والمتقاضين ليس ترفاً إدارياً، بل ضرورة جوهرية لاستعادة ثقة المواطن في مؤسسة القضاء. فكان حاضراً، منفتحاً، ومستمراً في التفاعل مع انشغالات المتقاضين، واضعاً نصب عينيه مبدأ تقريب القضاء من المواطن.
كما رسخ الأستاذ محب نموذجاً قضائياً متقدماً في علاقته بباقي مكونات العدالة، من محامين، وعدول، وموثقين، ومفوضين قضائيين، وتراجمة، وخبراء، حيث كان يعتبر أن انسجام منظومة العدالة رهين بخلق مناخ من التقدير المتبادل والتعاون المؤسساتي البناء.
هذه المقاربة الشمولية في تدبير الشأن القضائي، أكسبت الأستاذ بوشعيب محب احتراماً كبيراً من لدن كل الفاعلين داخل الدائرة القضائية لمحكمة الاستئناف بطنجة، من رؤساء المحاكم الابتدائية، ووكلاء الملك، والمستشارين، ونواب الوكلاء، إلى موظفي كتابة الضبط وغيرهم، لما لمسوه فيه من حكمة وتبصر، جعلت منه بامتياز “رجل التوازنات”.
واليوم، وهو يباشر مهامه على رأس محكمة الاستئناف بالقنيطرة، يواصل الأستاذ محب بنفس الروح والعطاء، متسلحاً بما راكمه من تجربة رائدة في طنجة، واضعاً مصلحة العدالة فوق كل اعتبار، ومؤمناً أن خدمة المتقاضي تبدأ من حسن الإنصات وتنتهي بحكم منصف يُعيد للناس الثقة ويحقق الطمأنينة.
إنه نموذج القاضي المسؤول الذي لا تحركه الأضواء ولا يغريه المنصب، بل يدفعه ضميره المهني إلى جعل القضاء سلطة عادلة ومطمئنة، قائمة على الحكمة والتوازن والعدالة الناجزة


