صوت العدالة : عبد المجيد الخياطي / تحرير : ذ العربي الراي / عدسة : رشيد بيسموكن
بعد انتفاضة المغاربة ملكا وحكومة وشعبا على القرار المجحف الذي تبناه قبل تراجع الأمين الأممي السابق بان كيمون عن قرار موالاته لخصوم الوحدة الترابية، وتنظيم مسيرة حاشدة بكل من الرباط والعيون، تجتمع صباح اليوم الإثنين 9 أبريل 2018 بقصر المؤتمرات بالعيون الهيآت الحزبية الوطنية بتلويناتها السياسية.
مبادرة كعادته جاءت كردة فعل مباشر نظير استفزازات فلول انفصاليي البوليساريو المتمثلة في تحركاتهم بالقرب من الشريط الحدودي وتحديدا بالمنطقة العازلة الخاضعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ” المنورصو “.
وحيال هذا التصعيد ودق البوليساريو طبول الحرب وتكثيف مناوراتها على مشارف المنطقة العازلة، كان جلالة الملك محمد السادس قد وجه رسالة صريحة للأمين العام الأممي الجديد، مفادها أن المغرب لن يتساهل مع أية محاولة استفزازية تطال وحدته الترابية وتهدد أمنه واستقراره.
وفي كلمة باسم رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، شكرت نائبته السيدة : فاطمة السيدة، رئيس الحكومة السيد: سعد الدين العثماني، وبقية الأمناء العامين للأحزاب السياسية، وشيوخ قبائل الصحراء، وممثلي وسائل الإعلام الوطني والدولي، على اختيار مدينة العيون لتنظيم هذا اللقاء الهام الذي يجسد التلاحم الوطني بين كافة مكونات الحقل السياسي المغربي، ويعزز التواصل بين الممثلين الشرعيين للساكنة الذين أفرزتهم الانتخابات الحرة والنزيهة لجهتي العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب.
وأكدت السيدة على أن مناوشات خصوم المغرب، وخرقهم لاتفاقية وقف إطلاق النار ضرب من المجازفات التي تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة والجزائر حليفة البوليساريو.
فالمغرب ماض بتؤدة في مساره التنموي بربوع الصحراء، ولن تزيده شطحات خصومه إلا تمسكا بمواطنيه وبكل حبة من رمال صحراء المملكة، وما الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب إلا حلا ناجعا لطي ملف النزاع، في ظل جهوية متقدمة.
رئيس الجماعة الحضرية للعيون، كعادته ندد بتجاوزات الانفصاليين، ونوه بالمجهودات التنموية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، وأشاد بالمقترح المغربي القاضي بتمتيع جهتي العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب بحكم ذاتي، تحت السيادة المغربية. محملا كل المسؤولية للأمم المتحدة، وأشار إلى أن الأوان قد حان للحسم وإعادة ترتيب الأوراق.
رئيس الحكومة من خلال مداخلته، أشار إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو توجيه رسالة إلى جميع المواطنات والمواطنين، وإلى المنتظم الدولي والرأي العام الكوني، والمؤسسات الدولية، فحواها أن الأحزاب السياسية والشعب المغربي قاطبة ، خلف جلالة الملك، معبأ في قضية الوحدة الترابية، التي هي أولا وأخيراً قضية سيادة وطنية، وأن الاعتداء على أي شبر من أرض الوطن مس بكرامة كل المغاربة. وأن المحاولات اليائسة للانفصاليين لتغيير الأمور على أرض الواقع ضرب من المحال، لن يتأتى لهم بموجبه إنشاء بنايات أو وحدات إدارية أو مدنية أو عسكرية.. والتي هي حسب العثماني مرفوضة جملة وتفصيلا.
وباسم ساكنة إقليم السمارة، رحب رئيس مجلسها الإقليمي السيد : محمد سالم لبيهي، أصالة عن نفسه، ونيابة عن منتخبي وشيوخ وسكان مدينة السمارة المجاهدة بالحضور الرفيع المستوى. وهي مناسبة عبر فيها للهيئات السياسية وللمنتظم الدولي، وللأمم المتحدة عبر بعثتها المينورسو عن مواقفه حيال ما يجري من استفزازات وتحركات وخروقات من طرف البوليساريو في منطقة كل من المحبس و تفاريتي و بئر لحلو، التابعة إداريا لإقليم السمارة.
كما عبر الناطق عن إدانته وشجبه لهذا السلوك الغير المقبول الذي انفردت به جبهة البوليساريو المدعمة دائما من طرف الجارة : دولة الجزائر. وهو سلوك غير معقول تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليته كاملة إزاء هذا الخرق الذي يهدد بشكل خطير المسلسل الأممي للسلام في المنطقة، باعتبار أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية من طرف الخصوم صوب شرق الجدار الأمني الدفاعي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة ككل.
وهنا – يضيف لبيهي – أن المتتبع للشأن السياسي لا يجد تأويلا لهذه الاستفزازات سوى تأويلا واحدا لا غير : وهو ردة الفعل على المكاسب الديبلوماسية المتتالية التي حققها المغرب في قضية ملف وحدته الترابية، وعلى وجه الخصوص العودة المظفرة للمملكة المغربية إلى منظمة الاتحاد الإفريقي خلال القمة المنعقدة بأديس أبابا يومي 30 و 31 يناير 2017، والتي تمت بموافقة الأغلبية الساحقة للدول الإفريقية. وهي الحلقة التي سرعت بدخول خصوم الوحدة الترابية للمملكة في حالة من اليأس الذي دفعهم إلى القيام بمثلها أفعال بعيدة عن التعقل و غير مضمونة العواقب.
ونظرا لما يكتسيه الحدث من فائق الأهمية، بلغ رئيس المجلس الإقليمي للسمارة في ختام كلمته الحضور النوعي تأييده المطلق للموقف الرسمي للمملكة المغربية، والمتمثل في منح حكم ذاتي لجهتي العيون الساقية الحمراء و الداخلة وادي الذهب، تحت السيادة المغربية. وثمن كل الخطوات والقرارات الحكيمة التي ما فتئ يتخذها عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس دفاعا عن مصالح المغرب ووحدة ترابه، وتعزيز دوره المحوري.
وعلى هامش هذا اللقاء الكبير، أجرت جريدة صوت العدالة حوارات مع العديد من الشخصيات الحاضرة، أجمعت جميعها على الانصهار كلية في تأييد مبادرة الحكم الذاتي وإذانة خصوم الوحدة الترابية للمغرب، وتحميل الأمم المتحدة والجزائر مسؤولية ما يجري في الشريط الحدودي.