بقلم: عشار أسامة
شهدت جماعة شراط، في واقعة غير مسبوقة على الصعيد الوطني، تدخلًا استثنائيًا لإنقاذ جماعة بنسليمان من أزمة خانقة مرتبطة بمياه الصرف الصحي. هذه الأزمة البيئية، التي عانى منها سكان بنسليمان طويلًا بسبب الروائح الكريهة والأضرار الصحية، جاءت نتيجة غياب التجهيزات والفرق المتخصصة لمواجهة مثل هذه الحالات الحرجة، مما استدعى تدخلاً مباشرًا من السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم والكاتب العام للعمالة.
رغم محدودية الموارد المالية لجماعة شراط، تمكنت من تقديم حلول سريعة وفعالة بفضل التنسيق مع السلطات المحلية. ساهمت الجماعة في وضع خطة للتخفيف من حدة الأزمة، مما أعطى السكان بصيص أمل في تحسين أوضاعهم المعيشية التي تضررت لسنوات.
تدخل جماعة شراط أبرز نموذجًا حيًا عن أهمية التضامن الجماعي في إدارة الأزمات. ورغم قلة الإمكانيات، أثبتت الجماعة أن الإرادة القوية والعمل الميداني المنظم يمكن أن يحدثا فرقًا حقيقيًا في أوقات الأزمات.
سكان بنسليمان عبروا عن ارتياحهم للتدخل المشترك، مشيرين إلى أن هذا التعاون أسهم بشكل كبير في الحد من الأضرار البيئية والصحية التي أنهكت حياتهم اليومية.
هذا الحادث يفتح النقاش حول أهمية تجهيز الجماعات المحلية بالعتاد والفرق المتخصصة لمواجهة الطوارئ، وضمان الاستجابة السريعة لأي كارثة بيئية مستقبلية. كما يشكل نموذجًا يُحتذى به للتكافل المحلي الذي يسعى لخدمة الصالح العام، بعيدًا عن التعقيدات الإدارية أو المعيقات المالية.
