بقلم :عشار اسامة
شهدت مدينة بنسليمان مؤخراً افتتاح المركز النسوي الذي يعد إضافة نوعية للبنية الاجتماعية للمدينة، وذلك بحضور رئيس الجماعة المحلية وغياب لافت للسلطات الإقليمية. هذا الحدث أثار تساؤلات عدة في الأوساط المحلية، ما بين من يراه خطوة إيجابية لتعزيز الدور المجتمعي لرئيس الجماعة وبين من يعتبره بداية مبكرة لحملة انتخابية تسعى لاستمالة القاعدة الشعبية.
المركز النسوي يعتبر مشروعاً محورياً يهدف إلى دعم النساء في المنطقة من خلال برامج التكوين والتأهيل وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية. لكن توقيت الافتتاح، وطريقة تنظيمه، وعدم حضور ممثلي السلطات الإقليمية، فتح الباب أمام تفسيرات سياسية متباينة. هناك من يرى أن رئيس الجماعة يسعى من خلال هذه المبادرة إلى استعادة ثقة الساكنة بعد فترة من التوترات الاجتماعية والسياسية التي أثرت على العلاقة بين الطرفين. بينما يرى آخرون أن هذا الافتتاح يمكن أن يكون خطوة استباقية تستهدف التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصاً مع ارتفاع حدة المنافسة في المشهد السياسي المحلي.
في الوقت الذي تبقى فيه النوايا خلف هذا الحدث مثار نقاش، يبقى الأهم هو مدى استمرارية المشروع وتحقيق أهدافه الحقيقية لصالح النساء في بنسليمان. الساكنة تنتظر أن يكون المركز فضاءً فعلياً للتغيير المجتمعي، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة التي قد تعرقل أثره الإيجابي.
