احتضن رواق النادرة بالرباط ، مساء يوم الخميس 19 ابريل 2018 ، حفل افتتاح معرض ابنة القصر الكبير واستاذة الفنون التشكيلية بالقنيطرة الفنانة فطيمة الحميدي ، الموسوم ب” إشراقات ربيعية “، الممتد الى غاية 28 ابريل 2018 ، الذي حضره العديد من الفنانين التشكيليين والمثقفين والإعلاميين والفنانين الموسيقيين ، من جهات مختلفة من المغرب ، تجمعهم اواصر إنسانية وولعهم بكل أشكال الفنون ، الذي فاق تصور المبدعة والمنظمين للحضور المتوقع .
استقبلت الفنانة المقتدرة الاستاذة فطيمة الحميدي، بابتسامتها المعهودة ورحابة صدرها، كل ضيوف وزوار معرضها ، الذي عرضت فيه واحد وعشرين لوحة فنية رائعة، شدت إليها أنظارهم عامة ، وذوي الاختصاص من الفنانين التشكيليين خاصة ، الذين عبروا عن إعجابهم الكبير بتجربتها الفنية المتميزة بحرفيتها وتمكنها من آليات اشتغالها على الألوان والتيمات المتعددة، تجعل المتلقي يعطيها مقاربات مختلفة من ذلك عنوان معرضها ” إشراقات ربيعية” ، حيث تقصد الفنانة فطيمة الحميدي ، في تصريح لوسائل الإعلام ، ان اشراقات ربيعية لا يعني الربيع، بل يعني اشراقات الإبداعات والأحاسيس ، وبعد في الأفكار ، و هذا الكم الهائل من الزوار الذين حجوا الى معرضها الذي تصبو من خلاله إلى افق جميل، باعتمادها على الشكل التجريدي في جل لوحاتها المعروضة التي تحمل تيمتي الماء والمرأة وهما عندها سيان ، ويرمزان الى الحياة والعطاء وكينونة هذا الوجود، في حين اعتبره الكثير انه مرتبط بفصل الربيع وجمالية طبيعته.
اما الفنان التشكيلي محمد بن عبد الله فوصفها بالفنانة الواعدة التي لديها حضور قوي وهي تعرض، بالعاصمة الرباط، في هذا العرس الفني ، لوحاتها الممزوجة بتيمتي المدرسة التجريدية والواقعية.
فيما يرى المؤطر في التنمية الاجتماعية الاستاذ محمد على الطبجي ان فطيمة الحميدي تمتح من الفكر النسائي بالدرجة الأولى ، باعتبار ان المراة حاضرة بشكل عرضاني في جل لوحاتها ، مثل صرخة امرأة.
تتميز تجربة الفنانة التشكيلية فطيمة الحميدي بقراءات من مختلف الزوايا ، تثبت ذات الفنانة في عالم الفن التشكيلي ، ضمن المدارس الفنية الحديثة، تلامس فيها مقاربة النوع الاجتماعي لتصل الى تحقيق المساواة بين الجنسين ، بحيث قدمت تصورات عن المرأة في المجتمع من خلال لوحتها الاولى قطرة الماء الرامزة الى الطبيعة والحياة ، اذ لا تعبر شفهيا بل بريشتها التي تنبض بالحيوية ، كما يراها الاستاذ مصطفى الصنابي.
عموما ، وكما يقول الأديب الاستاذ سامي دقاقي ، “فان مجمل الدلالات التي تنتجها أعمال التشكيلية فطيمة الحميدي في تفاعلات المتلقين واستقبالهم لها، ليست مجرد مادة تضمينية دالة ، ومعان بارزة معبأة في قوالب تشكيلية نمطية، بقدر ما هي ابعاد اجتماعية وفطرية وإنسانية ، تنتظم في قيم كبرى ظلت تشكل انساقا ومباحث للفلسفات منذ القدم، من قبيل: الجمال، والخير ، والحق باعتبارها إنتاج بشري صرف ينمو في سياق التجربة والتاريخ”.
ان حضور الفنان محمد بوضاض ، عضو مجموعة السهام ، بمعرض الفنانة التشكيلية الاستاذة فطيمة الحميدي ، تجسيد لتجانس الفنون وتكاملها ، وتشجيعه لكل الطاقات الفنية المجددة والواعدة.
لطابعها الحاتمي قامت الفنانة التشكيلية بحفل شاي ، على شرف كل ضيوفها وزوار معرضها الفردي ، برواق النادرة، تخلله احتفالها بعيد ميلاد الاستاذ مصطفى الصنابي واهدائها اياه احدى لوحاتها.
انتهى حفل افتتاح معرض الفنانة التشكيلية الاستاذة فطيمة الحميدي الناجح بكل المقاييس ، بشكرها لكل من لبى دعوة حضور معرضها ، وكل من ساهم في مساعدتها وخصت بالذكر امها ، وزوجها سندها ومدعمها الأساس في مشوراها الابداعي.
هكذا تكون الفنانة التشكيلية الاستاذة فطيمة الحميدي قد شقت طريق نجاح تجربتها وطنيا ، في افق تسويق إبداعاتها الرائعة عالميا. تقرير محمد زيطان
