الرئيسية آراء وأقلام ارحمونا من الكذب يا سادة!

ارحمونا من الكذب يا سادة!

FB IMG 1553514257123.jpg
كتبه كتب في 25 مارس، 2019 - 11:46 صباحًا

د.الزاوي التادلي٠

بعد مذكرة المندوبية السامية للتخطيط والتي خلصت إلى أن الانتماء النقابي في المغرب لا يتعدى 4.5 في المئة بفعل عوامل ومؤثرات كثيرة ، وبعد صعوبة أو عجز الحكومة عن احتواء الوضع التعليمي الذي ما فتئ يستفحل يوما عن آخر،نتيجة العجز عن تدبير ملفات حارقة ، ونتيجة الحسابات الضيقة للفاعل السياسي والنقابي المنخرط في اللعبة الديمقراطية، وفي سياق دولي محموم وغير آمن ،ماذا عسانا نفعل لضمان أمن بلادنا وتحصين مكتسباتها،وكم بإمكاننا أن ننتظر إذن ونحن الضعفاء نشاهد بأم أعيننا أن الأمور تسير في غير ما رسم لها.هل هناك أياد خفية وراء الستار تحرك خيوط اللعبة؟
أسئلة كثيرة نطرحها على أنفسنا وقد طال زمن الانتظار ولم يعد في العمر متسع للانتظار.لكن الذي يؤلم هو التصريحات السياسية المغرضة والعنيدة التي تمطرنا بها الحكومة أو بعض مكوناتها، حين تقول أن بإمكانها استدراك ما ضاع من الزمن المدرسي، ونحن نلمس كل يوم ضياعا جديدا لا يمكن لكل ذي عقل أن تنطلي عليه الحيلة في تصديق ما وقع وما يمكن أن يقع ، فكيف من يدرك الأمور من الداخل.
شخصيا لا يمكن أن يقنعني فاعل حكومي غدا بأنه ليس مسؤولا عما يقع لتعليمنا وهو مشارك حتى النخاع في تثبيت واقع مرفوض.
كل من وجد نفسه في وضع حرج اليوم ،فسيجده في وضع أحرج غدا،خاصة حين يكون مطالبا بالدفاع عن منجزات حكومة العثماني ،لأنه أكل من غلتها.وكل من صمت ولم يخرج بموقف واضح أو خرج بموقف عدمي لا تكون مصلحة البلاد مبدأه ومنتهاه ، سيجد الظهور وقد أديرت له ،فيضطر كما العادة لمراجعة مواقفه ،لأنه ظل يحسب أنه على شيء وظل يعتقد أنه محور الكون.
كفى من الضحك على المغاربة فالأحزاب لا تقل ضعفا من الأحزاب ، والبيع والشراء في المغاربة وتحديد المواقع الوهمية لن يبني وطنا يتسع للجميع .الكل بدأ في تحديد موقعه في خرطة سياسية مهترئة ومقزمة ،لأن الحياة السياسية ضاقت بما رجبت وأصبحنا أما جمهور لم يبالي ولن يبالي بما يدبر له ،شعب امتعض من زعماء وهميين .
لم يعد من حقنا أن نبكي على واقع ولى ، عوقب فيه من تحمل المسئولية وتشتت شمله ،وانتهز الفرص من انتهز واحتل مواقع لم يحلم بها ،واستبلد من استبلد فحمل إلى سدة الحكم من عاقبوه في ما بعد، وغرد البعض خارج السرب ليكتشف أن صوته غير جميل، بل مزعج في كثير من الأحيان ،فقرر اعتزال الغناء والتغريد.الطبقة الوسطى دمرت والأحزاب لم تعد لها جاذبيتها والنقابات وهنت .ومن يراهن على جماعة جاهلة في أكثرها سيربح الرهان، لكنه سيخسر مجتمعا لم يعد له مخاطب واحد ،أو لم يعد له كبير يتحدث باسمه.
ارحمونا يا سادة من الكذب الأبيض والأسود فنحن أمانة في أعناقكم ، ولم نعد نقبل بكاءكم وأنتم الذين تدبرون خيوط اللعبة من وراء حجاب.فهل هذه كلها أدوار ابتدعتموها ليتم التحايل علينا .وزراء مع ، وحزب مع مصلحته ويناور،ونقابته ضد،وبرلمانيوه مع وضد .أي منطق هذا؟وأي بلادة نحسب فيها إذا صدقنا ما تريدون وكذبنا أم أعيننا.
في كل الأحوال أخدتم المناصب والمكاسب ،فاتركوا لنا الوطن.على رأي المغني الطيب لطفي بوشناق. وترككم الوطن سيقدر لكم إذا التزمتم الصراحة والصدق في ما تقولون.

مشاركة