تعيش مدينة ابن أحمد ونواحيها، وخاصة دوار البعارة الواقع على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، بعدما باشرت عناصر الشرطة القضائية مساء اليوم عملية تفتيش دقيقة بمنزل رجل متزوج وأب لثلاثة أطفال، يشتبه في كونه الضحية الثالثة لما بات يعرف إعلاميا بـ”سفاح ابن أحمد“.
التحقيقات المتواصلة كشفت صباح اليوم عن تأكيد وجود ضحية ثانية، بعد أن أثبتت تحاليل الحمض النووي أن الأشلاء التي عثر عليها تعود لأكثر من شخص. ويرجح الآن وجود ضحية ثالثة، في ظل المعطيات الجديدة التي قادت المحققين إلى دوار البعارة.
ووفق مصادر محلية، فإن المشتبه فيه، الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسطات، يشتبه في ارتكابه جرائم قتل بشعة تتضمن التقطيع والتمثيل بالجثث، وسط حديث غير مؤكد عن احتمال أكل لحوم بشرية، في انتظار تأكيد هذه المعطيات الصادمة من طرف النيابة العامة المختصة.
سكان المدينة والدواوير المجاورة يعيشون تحت وقع الصدمة والخوف، في مشهد لم تألفه المنطقة الهادئة تاريخيا. وتعالت دعوات من المجتمع المدني تطالب بـ”كشف الحقيقة كاملة، وتوفير الحماية للساكنة، وتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم الوحشية”.
الأجهزة الأمنية تواصل أبحاثها التقنية والميدانية على مدار الساعة، حيث شملت التحقيقات استدعاء عائلات مختفين سبق لهم أن قدموا شكايات لدى السلطات، إلى جانب فحص أدلة جنائية إضافية قد تكشف عن مزيد من الضحايا أو خيوط جديدة في القضية.
القضية مازالت مفتوحة على كل الاحتمالات، والتحقيقات في بداياتها. ووسط الترقب والقلق، يأمل الرأي العام المحلي والوطني في أن تصل العدالة إلى جميع الخيوط المرتبطة بهذه الجرائم التي تجاوزت كل التوقعات.