الرئيسية ثقافة وفنون مهرجان للثقافة والفنون اليهودية وبصمات في الثرات الامازيغي المغربي

مهرجان للثقافة والفنون اليهودية وبصمات في الثرات الامازيغي المغربي

a6
كتبه كتب في 28 فبراير، 2018 - 8:46 صباحًا

ياحسرة على ديك ليام

ابحار في تاريخ اليهود الامازيغ

حول المهرجان الثاني لجهة الدار البيضاء سطات وجمعية قدماء تلاميد الدار البيضاء

بقلم الحاج نجيم عبد الاله السباعي

جميل جدا ان نتعرف على التاريخ … خاصة تاريخ بلدنا المغرب الذي هو ضارب في الاغوار والعصور الى ما قبل العصر الحجري ، وكل الحفريات والاكتشافات تثبت ذلك خاصة حينما تم العثور على أقدم إنسان على وجه التاريخ ببلدنا المغرب ..

والأجمل حينما نجد جمعيات او مؤسسات او منظمات تهتم بإحياء هدا التاريخ وتسليط الأضواء عليه ..ومن ذلك ، التاريخ اليهودي بالمغرب الذي يعود لأكتر من 2600 سنة خلت ، وقبل ان اكتب هذا المقال عن المهرجان الثقافي الثاني للجهة البيضاء سطات بشراكة مع جمعية قدماء تلاميد الدار البيضاء ، لابد أن اشير أنني اتوفر على عشر أشرطة وثائقية عن احتفالات وطقوس اليهود بسطات وذلك بموسم الحجرات وموسم أولاد سي بن داود موالين ضاض وموسم سبعة أولاد ابن زميرو بأسفي وموسم أكوييم بنواحي وارزازات في وسط الجبال ، كل هذه المواسم حضرتها ووتقتتها بالصوت والصورة ، منذ حوالي ربع قرن أي مند سنة 1995…

لهدا فجريدة النهضة الشاوية أنذاك كانت من بين أوائل الصحف الجهوية التي واكبت إحتفالات مواسم اليهود المغاربة ، وأجرت معهم العشرات من الحوارات الصحفية من اجل التوثيق لأحداث وطقوس وتراث ضارب في جذور القدم ..وحازت على تنويه مكتوب وموقع من طرف المرحوم ّ”بوريس طوليدانو” السكرتير السابق للجالية اليهودية بالمغرب .

وعودة الى المهرجان الثقافي الثاني الذي خصص موضوعه حول مساهمة اليهود الامازيغ وتاتيرهم في الفسيفساء الثقافي المغربي برآسة وكلمات الافتتاح لكل من الدكتور الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء سطات والسيد التهامي بناصر رئيس جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء ، والسيد العمري رئيس مجلس الدار البيضاء ، هدا المهرجان  افتتح يوم التلاتاء 20  فبراير الى يوم الخميس 22 منه ، والدي  تميز هذه السنة بحضور وازن لرجالات لهم بصمات في التاريخ والفكر، ومنهم  “اندري ازولاي “مستشار صاحب الجلالة وحسن أوريد صحفي وباحت واستاد جامعي والناطق الرسمي السابق بإسم القصر الملكي ، والدكتور “احمد بوكوس” الامين العام للمعهد الملكي الأمازيغي ،والدكتور عمر أمرير الباحث والصحفي في المجال الأمازيغي ، كما حضر وحاضر في هدا العرس التراثي التاريخي اساتدة من جامعة حيفا ، وخاصة منهم الدكتور “بنشتريت جوزيف “و كريمة يتريب والدكتور إدريس خروز استاد جامعي وباحت مدير مؤسسة BNRM  والباحث رفائيل السرفاتي المتخصص في الفضيات والحلي الامازيغية والدكتور أحمد بوعدود أستاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء

في اليوم الاول تميز المهرجان بعروض جد قيمة

 ttttt

حيث أعتبر حسن أوريد الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي سابقا، أن التغييرات العميقة التي عرفها المجتمع المغربي انعكست على النصوص المؤسسة للبلد، من بينها الدستور، وبالتالي غيرت مفهوم “تمغربيت”.

كما ذكر أنه  “لا يمكن أن نرتكن إلى تعريف كان جاريا، وبالتالي فالحديث عن البعد اليهودي يصبح شيء مهم، رغم تفاعله  مع ابعاد اخرى …

 

وأشار أوريد  أن “الرسالة الملكية في إطار الندوة  التي انعقدت بمدينة مراكش سنة 2016 تم التركيز فيها على الانتماء للوطن والمواطنة، مع الإحالة على نموذج الأندلس الذي هو نموذج التسامح”.

واضاف ” أن ما يزكي كون الشخصية المغربية متكاملة ومتفاعلة بمكوناتها، بما فيها المكون اليهودي، “زيارة الملك الراحل محمد الخامس إلى محاميد الغزلان، التي تعد رمزا للوحدة، ويجب أن نذكّر بأن الملك استقبل كل القبائل وأيضا المغاربة اليهود”، مشددا على أن “هذا المكوّن متلاقح، وينبغي أن نركز على الجانب التفاعلي لأنه لا وجود لانفصال، وبالتالي الشخصية المغربية متكاملة”.

 

كما اكد أن “الأمازيغية هي القاعدة التي انبنت عليها طبقات أخرى، فيمكن للإنسان أن يكون أمازيغيا مسلما، أو أمازيغيا يهوديا، ولا ينبغي أن تقرأ قراءة ايديولوجية، بل موضوعية، فنحن نتحدث عن المغاربة والانتماء للمغرب والوطن”.

وبخصوص ما كان علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال، يؤكد عليه من أن المغربي هو الذي يتحدث بالعربية ويدين بالإسلام، اعتبر الروائي أوريد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التعريف أصبح متجاوزا”.

وأوضح أن “الإنسان ابن عصره قبل أن يكون ابن أبيه، وينبغي أن نلوم أنفسنا إن بقينا حبيسي تصور صار متجاوزا”، مشددا على أنه “لا يجب حصر أن تكون مغربيا بضرورة أن تكون مسلما وناطقا بالعربية”.

من جهته، الأستاذ الجامعي جوزيف شتريت، تحدث في اللقاء المذكور عن لغة سرية كان يعمد اليهود إلى استعمالها في الأسواق، موردا أن هذه اللغة لا يفهمها الزبون المسلم العربي بالنظر إلى توظيف كلمات من العبرية.

nnnnn

واستدل المتحدث على ذلك بكون الزبون “عندما يحضر لشراء بلغة، مثلا، يدخل في مساومة مع البائع اليهودي، غير أنه لا يتقبل الثمن، فيغادر صوب محل آخر، إلا أن البائع الأول يخاطب زميله بـ (قوف أو زعوق) التي تعني أن يطلب منه مبلغا يفوق المئة، الشيء الذي يجعل الزبون يعود أدراجه صوب المحل الأول”، موضحا أن هذه اللغة السرية تعني “لاشونية”، أو “تاقوليت” لأن اليهود يتحدثون بحرف القاف، أو “تاحراميات”.

وتحدث سيرج بيرديغو، الكاتب العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب، عن دور اليهود في صيانة المقابر بالمغرب، مشيرا إلى أنه تمت إعادة الاعتبار للعشرات منها بكل من الدار البيضاء، أصيلة، طنجة، قلعة السراغنة، الراشيدية وغيرها.

وأكدت زهور رحيحل، أمينة متحف التراث الثقافي اليهودي بالدار البيضاء، أن تنظيم هذا اللقاء يوضح سياسة انفتاح المؤسسة على محيطها الثقافي، مشيرة إلى أن التظاهرة ترمي إلى إعادة الاعتبار إلى المكون الأمازيغي اليهودي، الذي يعد أول هوية ثقافية دينية اعتنقها الأمازيغ.

خلال اليوم الاول كذلك تم عرض شريط هام عاد بالجمهور المتتبع الى سنوات الخمسينات من القرن الماضي ليقدم فعلا فسيفساء امازيغية مغربية اسلامية عبر صور ناطقة من الشريط تمثل الثقافة والفنون والتراث المشترك بين المغاربة اليهود والمغاربة المسلمين .

hh

كان عنوان الشريط  الذي يدل على نفسه ،  يا حسرة على ديك ليام لمنتجه ومخرجه سيرج ومارك “بيرديغو” فهو فعلا حسرة مرة في الحلق على ذهاب تلك الأيام الحلوة والجميلة بجمال مدن المغرب وملاحاتها بفاس ومكناس والبيضاءودمنات أسفي صويرة ورزازات طنجة وتطوان،في كل المدن والقرى المغربية كانت بصمات وتاريخ مشترك وتقاليد.مغربية.يهودية.
وعودة للشريط ومن خلال نصف ساعة تعرفنا على الحياة التجارية والفلاحية، وكذا الصناعة التقليدية ، يتم حكي التعايش والإخاء والمحبة بين اليهود والمسلمين المغاربة ،كما ينقلنا الشريط للفلكلور والموسيقى الأطلسية عبر حلقات الغناء في المواسم والأعياد وحفلات الزواج ،عبر مدن  لخميسات مكناس وجنوب المغرب ،وزيارات الود لعائلات يهودية لأخرى مغربية ضواحي مراكش، كما قدم لنا الشريط الحياة الحرفية زمان …لليهود عبر الإسكافي والخياط و الصائغ للذهب والفضة والنحاس ، وهنا يظهر الإبداع والابتكار والفن ذو الجدور اليهودية والإسلامية عربية وأمازيغية، كما ينقلنا الشريط لقرية دبدو حيث نرى الجزار اليهودي الذي يبيع اللحم للمسلمين في العراء بالأزقة والدروب،ونشاهد “الشفناج” وبائع الحلي أي الصائغ ، تم ترحل بنا الكاميرا لتقارير الأعراس والزواج وطقوسها التي لا تختلف عن طقوس المسلمين ، من ذبيحة ومهر وهدايا.الدفوع
فعلا شريط  وثائقي يستحق المشاهدة ،  اذا كان يتحسر على تلك الأيام فإننا بدورنا نتحسر معه ، ونحن نرى التقاليد والطقوس تنقرد شئ  فشيئا بل قد نقول أنه بعد ربع قرن من الآن قد لا نجد من يتكلم عن هدا التاريخ الجميل ….بل قد لا نجد أي يهودي بالمغرب..

      

الفترة المسائية من اليوم التاني  للمهرجان

ابداع بوكوس وعمر امرير في تقريبنا من الثقافة

والفنون الامازيغية اليهودية

 

خلال مساء اليوم الاول الذي قدمت فيه وجبة الغداء للحضور بإحدى مطاعم الدار البيضاء تمت بعد الظهيرة ابتداء من الساعة التالتة الى السادسة ، عروض قيمة ثقافية وفنية افتتحها الاستاد احمد بوكوس الامين العام  للمعهد الامازيغي  الذي قدم سردا مفصلا عن الروابط الأمازيغية ليهود المغاربة والامازيغ المسلمين عبر اللهجات والثقافة والعادات كالزواج و الأعياد الدينية والصيام وغير ه من العادات المشتركة مركزا على بعض الحكايات  والكلمات المشتركة بينهم .

الاستاد عمر أمرير الباحث في الترات والشعر والموسيقى الأمازيغية،  قدم عرضا بالصوت والموسيقى عبر اصطحابه احد العازفين الذي عزف النوطات الأمازيغية اليهودية التي كانت متداولة انداك من خلال المواسم والفلكلور …

رفائيل السرفاتي صحبنا معه من خلال عرضه الى ردهات الدكاكين التي تنتج الصناعة التقليدية الامازيغية من حلي واساوير وأختام ومجوهرات ،حيت قدم بالصور التوضيحية شتى أنواع الحلي التي توضع على المعاصم أو الأصابع أو الأعناق أو الأرجل ومدى الاختلاف بينها سواء التي يصنعها المغاربة الأمازيغ أو اليهود الأمازيغ  وكل هذه الاختلافات لا يستطيع إدراكها الإنسان العادي بل فقط الانسان المتخصص في الصناعة التقليدية وخاصة صناعة الحلي والفضيات منها وكدا النحاسية والذهبية..

الاستاد أحمد بوعدود هو الآخر رحل بنا الى صفات ونعوت ومعاني اللغة الامازيغية  اليهودية وتقاربها ، بل وتاترها باللهجة الامازيغية ،  للاما زيغ المسلمين حتى اضحت لغة واحدة مشتركة وقدم امتلة حية  على دلك …

اما الكنز المخفي فكان عمران المالح دو 76 سنة لكنه مازال يطفح بالشباب والحيوية ويختزن قاموس من الفن الموسيقى حيت يعتبر هدا الفنان الدي ولد في ملاح المدينة القديمة

اليوم التالت من المهرجان

زيارة ضريح محمد الخامس بالرباط وعرض كتاب ، والإختتام بحفل موسيقى

قام الوفد المغربي واليهودي يتقدمهم رئيس جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء التهامي بناصر ، وممثل الطائفة اليهودية د بنشتريت وأعضاء من جمعية قدماء التلاميذ بتقدمهم الاستاد العربي بناصر ،واساتدة جامعيين وجد في استقبالهم على باب الضريح الجنرال الصقلي محافظ الضريح الذي رحب بهم ورافقهم للزيارة ..

نظمت كذلك زيارة الى مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء ،وللمعبد اليهودي “اتيتكي “بالمدينة القديمة ولكنيسة  “سان بنافانتينا “بالدار البيضاء …

كما لا ننسى التقديم والتنشيط المتميز للسيدة كريمة يترب استاده جامعية وحكيمة فصلي استاده جامعية والاستاد عبد الله الشريف الوزاني دكتور باحت

وللإشارة ففي خلال اليوم الاخير من المهرجان تم توقيع كتاب البرفسور يولاند كوهن من جامعة كيبيك حول سفردي كيبيك والذي بدوره قدم قراءة متأنية للكتاب ولتاريخ الهجرة اليهودية لكندا واستقرار الكثير منهم بها وخاصة اليهود السرفاديم …

كما حضر سيرج بيرديغو رئيس الطائفة العالمية اليهودية المغربية والكاتب العام للطائفة اليهودية بالمغرب هده الفقرات …

في مساء اليوم الاخير كان خثامه مسك بالموسيقى الاندلسية للجوق الوجدي بقيادة السيد شاكير وعرض للازياء المغربية قدم من طرف

طوط للابتكار TOT Creation

وهكذا أسدل الستار على النسخة الثانية من المهرجان الثقافي ، الذي اختار هذه السنة موضوع اليهود الامازيغ كمحور له على أمل اللقاء مع المهرجان التالت للسنة القادمة ومحور اخر مع الشكر لمجلس الجهة ولجمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء ، ولمسئولي متحف اليهود بالدار البيضاء والطائفة اليهودية وللسلطات المحلية امنية وولائية ولكل من ساهم في هدا العرس المتميز والجميل

مشاركة