صوت العدالة: محمد زريوح
في خطوة وصفها العديد من المغاربة بالاستفزازية، نظمت سلطات مدينة مليلية المحتلة احتفالاً رسمياً لإحياء الذكرى الـ527 لاحتلال المدينة من قبل الاستعمار الإسباني. الحدث شهد مشاركة شخصيات بارزة، من بينها رئيس المدينة، مندوب الحكومة، قائد الجيش العام، ورئيسة جماعة مدريد، حيث قاموا بوضع إكليل من الزهور أمام تمثال القائد العسكري بيدرو دي إستوبيانيان، الذي قاد الغزو الإسباني لمليلية عام 1497.
هذا التكريم، الذي جاء لشخصية يعتبرها المغاربة رمزاً للاحتلال، أعاد فتح الجراح التاريخية بين الشعبين المغربي والإسباني. إستوبيانيان، الذي يوصف في التاريخ الإسباني بـ”فاتح مليلية”، يعدّ في نظر المغاربة “محتلاً مجرماً” انتزع أراضٍ مغربية بالقوة.
نشطاء حقوقيون اعتبروا هذا الاحتفال استفزازاً لمشاعر الشعب المغربي وتكريساً للعقلية الاستعمارية، خاصة أن المغاربة يرون في مليلية جزءاً من أراضيهم المحتلة، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا في وقت يسعى فيه البلدان إلى تعزيز الحوار والتعاون.
المغاربة يرفضون هذه الخطوات التي تتجاهل حقوقهم التاريخية، ويؤكدون أن حقهم في استعادة المدينة لا يسقط بمرور الزمن، معتبرين إحياء مثل هذه الذكريات تمادياً في الظلم التاريخي الذي لا يزال يؤثر على العلاقات بين البلدين.