بقلم : د.العياشي الفرفار
المشاهد و الصور و الفيديوهات المتتالية من تطوان مؤلمة وصادمة , شباب يستمتعون بتخريب ممتلكات عمومية و يرفعون شعارات تمجد الدولة التي استعمرتهم و يلتحفون رايتها و يطالبون بوطن بديل ؟
ربما , البعض سيحاول تبرير الفعل بمقتل الشابة حياة بعرض المحيط , و هي بلا شك ازمة حقيقية تستدعي حلولا و ليس بكاءا و نواحا و الكثير من التشكي و الصراخ وانتاج خطابات البؤس و التحريض و تغدية منسوب الحقد .
المحتجون , خرجوا الى الشوارع حدادا و احتجاجا على وفاة شابة قررت ترك اسرتها و عائلتها و جامعتها و حومتها فقط من اجل المال , فتاة تركب قوارب مع الغرباء و في عرض البحر و تختار الموت على الحياة من اجل بعض المال و لربما سيارة و بطاقة بنك في احسن الاحوال ان وجدت عملا هنا ؟
جماهير محتجة و قد اقسمت ان تقتص لوفاة حياة ولو بعد حين , كان ذلك بعد نهاية المباراة التي جمعت فريقهم , ربما قبل المباراة و اثناءها لم يكن لهم الوقت للحزن لانهم كانوا مشغولين بتفاصيل المباراة التي تجري امامهم , و بتفاصيل المبارة التي تجري بعيدا عنهم ؟
هزيمة في تطوان و هزيمة معشوقتهم برشلونة الغير المتوقعة كانت السبب في الانفعال و التخريب و الاعتداء و التطرف و حمل راية المستعمر و اهانة الوطن و تحقير جهود الاجداد لتحرير الوطن و تبخيس الدين . فالامر يكشف ان كرة القدم هي مصدر لاحزان و مصدر الفرح ؟؟
لا احد ينكر ان المغرب ليس دولة رفاه وان مشاكله كثيرة لكن ما انجز كبير و يستحق الاشادة و الاعتراف , من يزر تطوان سيكتشف حجم التحول و حجم المجهود ات المبذولة فيها و لاجلها .
تخريبهم ليس حزنا لكنه تصريف لشحنات سلبية ولربما هي اعراض مرضية لمتلازمة استوكهولم حيت التعاطف و الحنين و تمجيد المغتصب و الولاء له .
ربما فهم الامور يكون اكثر وضوحا من خلال المقارنة , لنقارن ما يقع بسوريا البلد الشقيق حيت الخراب في كل مكان و الشعب السوري خربت منازلهم و دمرت مساجدهم و مزارعهم و قتل اطفالهم و نساءهم و للاسف بمال عربي و بصمت عربي , و بعد ان استعاد الجيش السوري كل المدن و طرد عصابات الموت لم يتردد اللاجئون السوريون في العودة الى وطنهم حتى لو كان خرابا .
انها المقارنة المؤلمة جماهير غاضبة تريد تحويل وطن امن الى خراب , و شعب سوري يعود الى وطنه حتى و ان اصبح خرابا من اجل اعادة بناءه ؟؟
طفل سوري منحت لعائلته حق الاقامة بالمانيا سئل هل تفضل البقاء ام الرجوع الى سوريا بعد توقف الحرب اجاب : المانيا جميلة لكن سوريا اجمل ؟؟
شباب حاقد و شعب الفيس بوك حاقد يريدون تخريب الوطن و يستمتعون باشعال الحرائق من اجل راحتهم و يدافعون عن مستعمر وظف الغازات السامة لابادة المقاومين .
يبدو ان العلم المغربي اصبح رخيصا و ان الكرامة لا معنى لها مادام البعض يتمنى ان يتنازل عن حنسيته المغربي و هو يلتحف العلم الاسباني بسرور.
من ثاروا وانفعلوا ليس اكثر انسانية و اكثر حزنا على حياة , لان من ينتصر للعدو و المستعمر لا يعبر عن حزنه لكن يستثمر فيه ؟؟
اعداء الوطن يفكرون في تخريبه , احدهم سبق ان اعلن انه يريد شراء طنجة , هؤلاء جعلوا من محنة الشباب فعل مصلحة ووفروا كل وسائل الهجرة طبعا ليس بالمجان لان كل قارب يحمل بشرا يحمل معه كميات مخدرات , هؤلاء حولوا البحر الابيض المتوسط الى رقعة شطرنج يموت الصغار لكي يحي كبارالمخدرات .
من اجل هذا الوطن استشهد الناس و رفعت الرايات من اجله انتفض عبد الكريم اسد الريف و نفي محمد الخامس وقاوم الحنصالي و انتفض موحى واحمو الزياني , لذا فنحن لسنا مستعدين لتحويله الى قصة حزن ؟؟
اما من يريدون ترك الوطن طواعية , فلا داعي لكل هذا العنف , و اتمنى من الدولة ان تسهل عملية مرورهم الى حيت يريدون , فاسبانيا ستقدم لهم التمر و الحليب و باقات الورود .
ما نحتاجه ليس هو هجرة ايجابية لكنها هجرة الى الداخل من اجل مواجهة مشاكلنا و العمل سويا و معا من اجل بناء مغرب افضل , فسنغافورة بلد الذباب و البعوض تحولت في اقل من ثلاتين سنة الى مركز عالمي و السبب ابناءها و مجهود ابناءها .
المغرب في حاجة الى مساهمة الجميع و ليس البحث عن حلول فردية تؤدي الى الموت الى حياة الذل .
لا كرامة خارج طننا و التي مات اجدادنا من اجل تحريره من عدو بطاش , لكي نبني و نرتاح .
