صوت العدالة – عبد السلام اسريفي
انعقد بمقر جماعة تيفلت صباح اليوم الثلاثاء 22 اكتوبر 2019 ،اجتماع مهم بين مجلس جماعة تيفلت بقيتدة رئيسه السيد عبد الصمد عرشان والمندوب الاقليمي لوزارة الصحة والمدير الاقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالاضافة الى طاقم من الاداريين والموظفين التابعين لقطاع الصحة والماء بالاقليم.
وكان محور هذا الاجتماع الأول من نوعه على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة هو تدارس مجموعة من الملفات وتقديم اجابات عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها مجلس تيفلت فيما يخص قطاع الصحة بالمدينة وكذا قطاع الماء الصتلح للشرب.
في بداية الاجتماع،رحب رئيس مجلس جماعة تيفلت السيد عبد الصمد عرشان بالمندوب الاقليمي للصحة العمومية والمدير الاقليمي للماء الصالح للشرب،معتبرا أن الاشتغال بهذا المنطق التشاركي يمكن أن يعطي نفسا جديدا للمجلس وكذا للقطاعين بالمدينة،خاصة وأن هناك الكثير من الملفات،التي اشتغل عليها المكتب المسير ولم تكن هناك المعلومات الكافية للتعامل معها التعامل الأمثل والمناسب.
وأضاف السيد الرئيس في سياق حديثه عن قطاع الصحة بالمدينة،أن الجميع يعلم الاكراهات الموجودة والخصاص المهول في الموارد البشرية بمستشفى القرب بتيفلت،زائد مشاكل أخرى تحول دون تقديم خدمات طبية في المستوى المطلوب،” فكان لزاما علينا استدعاء السيد المندوب لتقديم كل الشروجات اللازمة حول المشاكل العالقة بمستسفى القرب وباقي المراكز الصحية الأخرى”.
وفي ورقة تقنية تفصيلية،اعتبر المندوب الاقليمي للصحة العمومية فؤاد خرماز أن القطاع الصحي بالمدينة والدائرة يعيش خصاصا في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، لكن هناك مجهودات بذلت وتبذل من أجل تطوير هذا القطاع ورفع جودة الخدمات وحجمها، مع استمرارية الخدمات الطبية ومحاربة بعض الانحرافات السلوكية وتعزيز أسطول سيارات الإسعاف.
وتحدث السيد المندوب الاقليمي للصحة عن الموارد البشرية بمستشفى القرب بتيفلت وبباقي المراكز الصحية مؤكدا أن شبكة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية تتوفر على 58 من الأطقم الطبية منهم أطباء الطب العام والأطر الشبه الطبية والأطر الادارية، كما تتوفر الشبكة الاستشفائية على 88 عنصرا منهم أطباء في الطب العام وطب الأسنان ومتخصصين وصيادلة وأطر إدارية وأطر شبه طبية،فيما يصل عدد الموارد البشرية الملتحقة 16 عنصرا، منهم 6 أطباء عامون،10 من الأطر الشبة طبية.
وسجل المندوب الاقليمي للصحة في حديثه عن الانتاجية بمستشفى القرب بتيفلت وباقي المراكز الأخرى بالدائرة، ضعف كبير ، معتبرا مؤشر الانتاج ضعيف بالمقاربة مع مؤشر الانتاجية على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة والوطني.وفيما يخص مراقبة الحمل والولادة، قال خرماز أن نسبة النساء المستفيدات من فحوص الحمل بالنسبة لدائرة تيفلت وصلت الى 86 في المائة،ونسبة النساء المستفيدات من فحوص ما بعد الولادة الى 92 في المائة، هذا في الوقت الذي وصلت فيه نسبة فحوص ما بعد الحمل بالجهة الى 67 في المائة ووطنيا نسبة 93 في المائة.
وبخصوص انتاجية شبكة العلاجات الصحية الأولية 2019، قال المندوب الاقليمي للصحة ، أن الفحوصات العلاجية الأولية الى غاية شهر شتنبر 2019 وصلت الى 149565، و266004 بالنسبة للفحوصات الشبة الطبية، نفس المدة من سنة 2018 و 106537 بالنسبة للفحوصات الطبية و204371 بالنسبة للفحوصات شبة طبية.
هذا وفي إطار الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، وصلت عدد الكشوفات 2150 حالة والكشف عن سرطان عنق الرحم 371 حالة، فيما تم توجيه 62 حالة لسرطان الثدي و9 حالات لسرطان عنق الرحم. وبالنسبة للأمراض الغير السارية، قال المندوب الاقليمي أن مجموع عدد مرضى ارتفاع الضغط الدموي وصل الى 3456 حالة، في الوقت الذي وصل عدد مرضى السكري الى 4785 حالة تم التعامل معها وتطبيبها بالشكل المطلوب على مستوى كل الدائرة الطبية.
هذا وقد تم تنظيم تسع حملات طبية بالدائرة الطبية، شملت الكشف المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، بالاضافة الى الكشف عن السكري ومرضى الضغط الدموي والطب العام،وأمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال وطب العيون. حملات استفاد منها 14530 مستفيد (ة). كما شملت هذه الحملات عملية ختان الأطفال (318) طفل ، تخللتها 145 عملية جراحية.كما استفاد 10895 تلميذ وتلميذة من حملة ضد الحصبة شملت المؤسسات التعليمية بالدائرة الطبية من 15 شتنبر الى نهاية دجنبر 2019.
وحول البنايات التي هي في طور الانجاز، قال خرماز أن مركزتصفية الدم بتيفلت سيرى النور قريبا، ما بين شهر يناير وفبراير من السنة المقبلة، بالاضافة الى تجهيز المركز الصحي مستوى 1 بتيفلت وبناء مركزين صحيين حضريين مستوى 1 بميدنة تيفلت، وبناء فضاء الصحة لشباب تيفلت.
وفي ملخص ورقته، اعتبر المندوب الاقليمي أن العمل يتطلب اعتماد الشفافية وإحداث لجنة للإشراف وتتبع ومصاحبة البرامج الصحية، مع وضع مخطط التكوين المستمر لصالح موظفي وأطر الصحة،بالاضافة الى خلق خلية للتواصل والنظر في معالجة شكايات المواطنين، ومأسسة الحوار الاجتماعي مع النقابات،وتوزيع ميزانية التسيير للمركز الاستشفائي بين المستشفيات الثلاث ( الخميسات،تيفلت،الرماني).
وفي إطار الحلول المقترحة لسد الخصاص بالمستشفى والمراكز الصحية، اقترح المندوب الاقليمي:
1- إبرام اتفاقيات شراكة مع الجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني من أجل وضع أطر طبية وشبة طبيةرهن إشارةمندوبية وزارة الصحةباقليم الخميسات.
2- اقتناء تجهيزات طبيةحديثة بمستشفى القرب بتيفلت وكذلك لمؤسسات العلاجية الأولية
3- تحسين مردودية مستشفى القرب بتيفلت والعمل على النقص من توجيهات الحالات الاستعجالية الى المستشفى الاقليميوالمستشفة الجامعي بالرباط.
4- برمجة بناء مراكز صحية حضرية بمدينة تيفلت.
5- إعادة تنظيم وهيكلة وحدة الاستقبال وتوجيه المرتفقين بالمستشفى.
6-بناء مؤسسات شبكة المؤسسات الطبية الاجتماعية العمومية( فضاءات الصحة لفائدة الشباب).
وختم المندوب الاقليمي كلمته بالشكر لرئيس المجلس الذي مكنه من التواصل مع مكونات هذه المؤسسة، منوها بالمجهودات الكبيرة من طرف الشغيلة الصحية رغم الامكانيات المحدودة والنقص المهول في الموارد البشرية، مقدما دعوة للجميع من أجل الرفع من مستوى الخدمات الصحية بالمدينة.
كما ذكر باشا مدينة تيفلت السيد المندوب الاقليمي بضرورة التفكير في اقتناء سيارات اسعاف جديدة وطريقة اسهل لنقل جرحى حوادث السير على الطريق الوطنية رقم 6،فعوض نقلهم لمستشفى القرب بتيفلت،من الأجدى نقلهم مباشرة للمستسفى الجامعي بالرباط،ربحا للوقت وحفاظا على حياتهم وسلامتهم.
وقد تفاعل أعضاء المجلس الجماعي مع ورقة المندوب الاقليمي للصحة، حيث ركزت مداخلاتهم على الخصاص المهول في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية وإحداث المراكز الصحية وجودة الخدمات وتوسعة مستعجلات مستشفى القرب بتيفلت وكذا مستودع الأموات، واقتناء المزيد من سيارات الإسعاف…
وانتهى الاجتماع بالاتفاق على خلق لجنة تشمل بالاضافة الى المندوبية الاقليمية للصحة أعضاء عن المجلس الجماعي، مهمتهم هي تدارس كل الامكانيات الكفيلة بتحسين العرض الصحي بالمدينة وتقديم الحلول الكفيلة بالتخفيف من حدة الخصاص الذي يترتب عن قلة الموارد البشرية.
بعد ذلك،اعطيت الكلمة للمدير الاقليمي للماء الصالح للشرب ليقدم هو الآخر ورقة عن قطاع الماء والمشاكل التي تعيق بعض الأشغال بالمدينة، حيث أكد أن هناك برنامج لتمديد قنوات المياه الصالحة للشرب لبعض الأحياء بالمدينة، لكن، هناك مساطر هي الآن في طريقها للحل، مضيفا أنه ليست هناك مشاكل في الربط أو حتى قنوات الصرف، ما عدا بعض الحالات المحدودة، والتي يتم التعامل معها في حينها.
فيما يخص مركز لمعالجة المياه العادمة، قال المدير الاقليمي، أن المشروع يتطلب وعاء عقاري، ما جعل رئيس المجلس الجماعي، يتدخل ليوضح أن الجماعة سبق وأن اتخذت هذا الاجراء وتمكنت من ايجاد وعاء عقاري، لكن، المشكل ليس في الوعاء بل في وجود دراسة تقنية للمشروع، تقوم بها ادارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب.
وطالب الأعضاء في مداخلاتهم من المدير الاقليمي، نهج سياسة استيباقية قبل نزول الأمطار من خلال إفراغ المجاري، حتى لا تختنق وتتسبب في فياضانات داخل المدينة وانتشار البرك المائية مع ما قد تسببه من روائح كريهة وأمراض.
وفي الختام، تقدم رئيس المجلس الجماعي السيد عبد الصمد عرشان بالشكر لكل من المندوب الاقليمي للصحة والمدير الاقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب على تلبيتهم للدعوة ومساهمتهم الفعالة في تنوير أعضاء المجلس والاجابة على مجموعة من الأسئلة التي كانت تؤرق الجميع، متمنيا أن تستمر مثل هذه اللقاءات على أمل خلق جسر تواصل بين الجماعة والمصالح الخارجية لتيسير عمل المجلس.