ابتهال أبو سعد مهندسة مغربية تهز “مايكروسوفت” بكشف تعاونها مع الجيش الإسرائيلي

في مشهد صادم هز أروقة شركة “مايكروسوفت” خلال احتفالها بمرور 50 عاما على تأسيسها، فجرت المهندسة المغربية الشابة ابتهال أبو سعد (25 عاما) مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما وجهت اتهامات علنية للشركة بتورطها في صفقة تعاون مع الجيش الإسرائيلي، مستخدمة كلمة مباشرة وصفت فيها هذا التعاون بأنه “مساهمة في آلة قتل”.
من الرباط إلى العالمية

تنحدر ابتهال من العاصمة المغربية الرباط، حيث برز نبوغها في العلوم والرياضيات منذ الصغر. حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 2017 من ثانوية مولاي يوسف، قبل أن تنال منحة للدراسة في جامعة هارفارد إثر مشاركتها في برنامج “TechGirls” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

وخلال مسيرتها الجامعية، أسست مبادرات تعليمية لتدريب الفتيات على البرمجة، وساهمت في مشاريع إنسانية أبرزها تطوير منصة لحفظ السجلات الطبية للاجئين.
مسيرة مهنية لامعة داخل “مايكروسوفت”

انضمت ابتهال إلى شركة “مايكروسوفت” عقب تخرجها عام 2022، حيث كانت ضمن فريق الذكاء الاصطناعي. ساهمت في تطوير خدمات “مايكروسوفت أزور” السحابية، واشتغلت على مشاريع متقدمة تتعلق بتحليل البيانات وأنظمة المراقبة.

غير أن تحولا جذريا طرأ على موقفها بعد اطلاعها، حسب ما صرحت به، على وثائق داخلية تفيد بوجود صفقة تعاون بين “مايكروسوفت” والجيش الإسرائيلي بقيمة 133 مليون دولار، تتعلق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات عسكرية.
استقالة مدوية وموقف أخلاقي

خلال حفل الذكرى الخمسين، خاطبت ابتهال مسؤولي الشركة بكلمة جريئة:
“تتحدثون عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بينما تبيعون تقنياتنا للجيش الإسرائيلي؟ خمسون ألف شهيد في غزة، وأنتم شركاء في الجريمة!”

وبعد الحفل، نشرت المهندسة المغربية بيانا على منصاتها الاجتماعية، كشفت فيه تفاصيل ما وصفته بـ”الصفقات المشبوهة”، مؤكدة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الشركة تضاعف بشكل لافت بعد أكتوبر 2023.
تفاعل واسع وردود متباينة

قوبل موقف ابتهال بتفاعل واسع على المنصات الاجتماعية، حيث تصدر وسم “#ابتهالأبوسعد” الترند في العديد من الدول العربية. كما سلطت وسائل إعلام دولية الضوء على القضية، واعتبرت موقفها “شجاعا ونادرا في قطاع التكنولوجيا”.

من جهتها، لم تنف “مايكروسوفت” وجود العقود مع الجانب الإسرائيلي، لكنها أكدت أنها تخضع “لمعايير أخلاقية ومراجعات داخلية دقيقة”.

في المقابل، أعلنت ابتهال استقالتها من الشركة، مؤكدة أنها لا تستطيع الاستمرار في مؤسسة “تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان”، حسب تعبيرها.
صوت عربي يتحدى الصمت

بهذا الموقف، تحولت ابتهال أبو سعد إلى أيقونة شبابية عربية، تجسد نموذج المهني الواعي الذي يرفض المساومة على القيم، حتى وإن كان الثمن مغادرة واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم.