الرئيسية أحداث المجتمع إيموزار كندر: حملة لتحرير الملك العمومي تتحول إلى جدل حول غياب قائد المنطقة وتباطؤ التدخلات

إيموزار كندر: حملة لتحرير الملك العمومي تتحول إلى جدل حول غياب قائد المنطقة وتباطؤ التدخلات

IMG 20250812 WA0059
كتبه كتب في 12 أغسطس، 2025 - 9:18 مساءً

تشهد مدينة إيموزار كندر، خلال هذا الصيف، حالة من الغليان في أوساط ساكنتها وزوارها على حد سواء، بسبب تفاقم مظاهر الفوضى والاحتلال غير القانوني للملك العمومي، خاصة في الشوارع الرئيسية التي تعتبر واجهة المدينة السياحية. وفي خضم هذه الأوضاع، قاد رئيس جماعة إيموزار كندر، مصطفى لخصم، صباح يوم الحملة، جولة ميدانية رفقة عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة (الشيوخ)، ضمن خطة جماعية تهدف إلى تحرير الملك العمومي وضبط الأنشطة التجارية بما يتماشى مع القوانين والأنظمة المعمول بها.

حملة ميدانية لإعادة النظام

انطلقت الحملة من الأحياء المركزية، حيث لاحظت السلطات المحلية انتشار العربات العشوائية والسلع المعروضة في الأرصفة والممرات، ما يعيق حركة المرور ويشكل خطرًا على سلامة المارة. وخلال الجولة، جرى أيضًا فحص السلع الغذائية للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي قد تؤثر على جودة المواد الغذائية.

رئيس الجماعة، في تصريحاته الميدانية، شدد على أن الهدف من هذه الحملة ليس التضييق على التجار، وإنما إعادة النظام واحترام الملك العمومي بما يضمن حق الجميع، مواطنين وزوار، في بيئة حضرية منظمة وآمنة.

حادثة تعرقل سير العملية

غير أن أجواء الحملة لم تخلُ من التوتر، حيث اعترض أحد أصحاب المحلات على قرارات الشرطة الإدارية ورفض الامتثال لإجراءات الحجز التي تم اتخاذها وفقًا للقانون. هذا التعنت دفع رئيس الجماعة إلى الاتصال بقائد المنطقة، طالبًا منه التدخل الفوري لفرض احترام القانون، إلا أن الأخير رفض الحضور، وهو ما أثار استياءً واسعًا في صفوف الحاضرين، خاصة من فعاليات محلية ترى أن غياب قائد المنطقة هو أحد الأسباب التي سمحت باستفحال الفوضى وسط المدينة.

تدخل الأمن الوطني وأوامر النيابة العامة

مع استمرار رفض المخالف الانصياع، تدخلت عناصر من الأمن الوطني التي حضرت إلى عين المكان. وبحسب مصادر مطلعة، فقد قام أفراد الأمن بالاتصال بنائب وكيل الملك لدى المحكمة المختصة، لشرح تفاصيل الواقعة وتوضيح الإشكاليات التي تعرقل تطبيق القانون.

وقد أعطى نائب وكيل الملك تعليماته الصارمة بضرورة حضور قائد المنطقة شخصيًا لمواكبة العملية، وأصدر أوامر واضحة بحجز أي سلعة أو تجهيز مخالف للقوانين الجاري بها العمل. لكن، ورغم الأوامر الصادرة من النيابة العامة، لم يحضر قائد المنطقة إلا بعد مرور أكثر من ساعتين، ما اعتبره متتبعون للشأن المحلي تأخيرًا غير مبرر يضر بفعالية التدخلات ويضعف هيبة السلطة.

مقارنة بين قائدين في نفس المدينة

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة إيموزار كندر تضم قائدًا آخر مسؤولًا عن منطقة عين سلطان والنواحي، والذي يحظى بسمعة جيدة بين سكان المنطقة. هذا القائد معروف بتواصله الدائم مع المواطنين، وحضوره السريع في كل الحالات المستعجلة، إضافة إلى حرصه على تطبيق القانون بحزم وعدالة، ما أكسبه احترام الساكنة وثقتها. المقارنة بين القائدين تفرض نفسها اليوم بقوة، خاصة بعد هذه الواقعة التي كشفت عن تفاوت واضح في مستوى المسؤولية والتجاوب.

الصيف والفوضى أمام الزوار

تأتي هذه الأحداث في فترة تعرف فيها المدينة توافدًا كبيرًا للزوار والسياح، بفضل موقعها الجغرافي وجمال طبيعتها ومناخها المعتدل. غير أن مظاهر الفوضى وغياب النظام في الشوارع الرئيسية والأماكن العمومية يهدد صورة المدينة ويؤثر سلبًا على قطاعها السياحي الذي يعد من أهم مصادر دخلها.

العديد من سكان المدينة عبّروا عن استيائهم من مشاهد العربات المنتشرة عشوائيًا، والباعة الذين يحتلون الأرصفة والممرات، إضافة إلى غياب المراقبة الفعلية للسلع المعروضة، ما يشكل خطرًا على الصحة العامة. ويؤكدون أن هذه المشاكل لا يمكن معالجتها بشكل جذري إلا بتعاون وتنسيق فعّال بين جميع السلطات المعنية، وفي مقدمتها القيادة المحلية.

دور السيد العامل الجديد

ومنذ مجيء السيد العامل الجديد لإقليم صفرو، شهد الإقليم تغييرات جذرية بفضل تعليماته الصارمة ومتابعته الدقيقة لكافة الملفات. ويصفه متتبعون بالشخص المتواضع الذي يعمل في صمت ويتتبع كل صغيرة وكبيرة، مما ساهم في معالجة العديد من الاختلالات وتحسين صورة الإدارة الترابية.

وانطلاقًا من هذه السمعة الطيبة والصرامة المعروفة عنه، يطالب عدد من الفعاليات المدنية والجمعوية، إضافة إلى ساكنة المدينة، السيد العامل بالتدخل العاجل للحد من هذه السلوكيات التي تسيء أولًا إلى رجال السلطة قبل أن تسيء لصورة المدينة، وضمان فرض النظام بما يليق بمكانة إيموزار كندر كوجهة سياحية ومجال حضري يستحق الاحترام

والتنظيم.

مشاركة