صوت العدالة – رشيد أنوار
تعد ظاهرة بيلماون او بوجلود من اقدم العادات المغربية التي تتزامن مع عيد الاضحى المبارك ،رغم اختلاف المسميات من منطقة الى اخرى ك” بوسبع بطاين ،هرما ،شويخ الكديد ….” مع تضارب الروايات الشفاهية حول أصولها و المغزى من أحياء طقوسها ،إلا أنها اندثرت في الاون الاخيرة ،و اصبح مجال ممارستها منحصرا في بعض المناطق السوسية ،كأكادير و تيزنيت و تافراوت تارودانت
..
الدشيرة باعتبارها مدينة الفن و مجمع المبدعين كما يصطلح عليها وهي مدينة تقع بعمالة انزكان ايت ملول ،صغيرة المساحة و متعددة المشارب الثقافية ،عرفت توافد كبير للزوار خلال أيام عيد الاضحى لمشاهدة ظاهرة بوجلود ،حيث تكتظ أزقتها بالمتفرجين ،لمشاهدة أشخاص يرتدون جلودا اغلبها للماعز ذات الشعر الطويل و يخفون وجوههم ،زيادة على لوحات فلكلورية ،و إبداعات تنكرية، تخلق جو من الفرجة و الإبداع ، في تمازج غريب بين الغناء و الرقص و التعبير ،صيانة لموروث ضارب في القدم .
متابعون لمسار التطور لهذا الموروث الشفاهي اكدو ان حسابات سياسية و ايدلوجية ،و تدخل بعض الأطراف كان لها تأثير كبير على الوضع الذي أصبحت تعيشه هاته الاحتفالات ،حيت انتقلت من الطابع الفرجوي إلى حلقات من البهرجة ،مست الخصوصية اللامادية ،وعنصر الفرجة ذات الحمولات الدلالية ،وافراغها من المضانين الرمزية التي توثق للتمسك بالأرض والجذور ،جعلها معرضة للاندثار .