صوت العدالة : مححد زريوح
شهدت المحاولة الأولى لإعادة فتح الجمارك التجارية بين مدينة مليلية المحتلة والمغرب بعد إغلاق دام ست سنوات ونصف تعثرًا مفاجئًا. ففي صباح اليوم، عبرت أول شاحنة صغيرة محملة بسلع منزلية وأجهزة كهربائية الحدود نحو المغرب، إلا أن السلطات المغربية رفضت إدخال البضائع بمجرد وصولها إلى الجانب الآخر.
وكانت هذه الشاحنة قد أكملت إجراءات التخليص الجمركي بشكل رسمي بين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، في خطوة بدت وكأنها بداية لاستئناف الحركة التجارية بين الجانبين. ومع ذلك، أكد المسؤولون الإسبان أن التصدير من مليلية إلى المغرب مشروط بموافقة مسبقة من السلطات المغربية لكل شحنة، وهو ما لم يتحقق في حالة الشحنة التي أُرسلت اليوم.
تُعد هذه المحاولة الأولى لتصدير البضائع من مليلية إلى المغرب منذ أن قررت المملكة المغربية إغلاق الجمارك بشكل أحادي الجانب في 1 أغسطس 2018. خلال هذه الفترة، تم إجراء تجارب محدودة في عام 2023 كخطوة تمهيدية لإعادة فتح الجمارك، بعد تعهد المغرب بذلك في الاجتماع رفيع المستوى الذي عُقد في الرباط في فبراير من العام نفسه.
يعود التزام المغرب بإعادة فتح الجمارك إلى عام 2022، عندما أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن الجمارك ستُعاد فتحها في يناير 2023. منذ ذلك الحين، جرت مفاوضات مستمرة لتحقيق هذا الهدف، بحسب تصريحات المسؤولة الحكومية الإسبانية في مليلية.
إلا أن رفض السلطات المغربية إدخال الشحنة الأولى اليوم يعكس استمرار التحديات في تطبيع العلاقات التجارية بين البلدين. ورغم التفاهمات الثنائية المعلنة، يبدو أن تحقيق انسيابية في حركة البضائع بين مليلية والمغرب لا يزال يتطلب تنسيقًا أوثق وإجراءات إضافية لتعزيز الثقة بين الجانبين.
