صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

أصدرت الشاعرة المبدعة هند بومديان ثلاث دواوين :” لواعج الأماني” في نسخته الأولى، و ديوان “حلم على ناصية الوجع” و” سديم الروح” في نسختيهما الثانية..

والشاعرة هند بومديال،من الشاعرات اللواتي يخرجن من الصمت سطورا تتحدث بكل اللغات،استطاعت تطويع ونحويل المعيش اليومي والمعاناة الى نقط ضوء،تظهر من بعيد،وتتوالد على شكل فقرات متجانسة ومتداخلة فيما بينها،ومصنوعة باتقان،دون التفربط في قواعد اللغة والقصيدة المغربية.

فحديثها عن الحياة يأخذ تارة صورة الزمن المتحرك ،المنطق من أحداث بعينيها،وتارة صورة الجامد المتحول،الذي قد يلد لنا واقعا تغطيه بصور شعرية رائعة،يصعب حصر مجالها الجغرافي،وهذا ما يعطي لكتاباتها وإبداعها طابع الثابت والمتحول في زمن القصيدة العصرية.

فهي تقول:

حينما يطفو الشوق فوق وجه الشمس

تندلع من فو هة القلب حمم كلمات…

أدمنت حبر الدواة

ل ربما تجيد انشطار روحانا

وتسكن مملكة الأماني

…..فالحديث عن الروح يأخذ منعطف ثان في كتابات هند،وتختلط أبعاده مع أوجاع تصنعها الأيادي،التي ربطتها بالوداع في مناسبات كثيرة،وكأنها تقول أن زمن الكتابة تسكنه أرواح متحولة،متمردة على كل ما هو أصلي،عريق،بل تهدد وجوده،قي زمن اختلطت فيه المفاهيم،وتزاوجت فيه العادات وتراجعت القيم.

فهنيئا لهند بهذه العائلة الأدبية الرائعة،وهنيئا للساحة الشعرية بهذا الابداع المتجدد،الذي أكيد سيغني الخزانة الثقافية بالمملكة.