صوت العدالة : متابعة
شهدت مدينة الناظور اختتام فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الذي أقيم هذا العام تحت شعار “ذاكرة السماء والأرض”. جاء هذا الشعار تكريماً للمدافعين عن العدالة المناخية وتأكيداً على أهمية العيش المشترك في بيئة صحية ومستدامة. تميزت هذه الدورة بحضور جماهيري كبير وتوافد العديد من النقاد والصحفيين وعشاق السينما الذين اجتمعوا للاطلاع على أحدث الإنتاجات السينمائية التي تناولت قضايا إنسانية وبيئية متنوعة.
انطلق المهرجان بتقديم عروض لأفلام من مختلف أنحاء العالم، مما سمح بإبراز تفاعل الثقافات المتعددة وتبادل التجارب السينمائية بين المخرجين وصناع السينما. وقد حرصت لجنة التحكيم على اختيار الأفلام الفائزة بعناية بناءً على مستوى الإبداع والقيمة الإنسانية لكل فيلم. وفي ختام الفعاليات، تم توزيع الجوائز على الأفلام التي برزت بجودتها العالية ورسائلها المؤثرة.
فاز الفيلم التركي “When the Walnut Leaves Turn Yellow” للمخرج مهمت علي كونار بالجائزة الكبرى عن فئة الأفلام الطويلة، حيث أشادت لجنة التحكيم بجودة العمل وتعبيره العميق عن قضايا إنسانية هامة. أما في فئة الأفلام الوثائقية، فكانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم “Mora Est La” للمخرج المغربي خالد الزايري الذي تقاسمها مع الفيلم الإيطالي “أوقيانوس”، وأثنت اللجنة على عمق البحث الوثائقي الذي قدمه فيلم الزايري، مانحةً إياه جائزة خاصة للبحث الوثائقي، بينما حصل الفيلم الإسباني “Cuatro Veras” للمخرج نونيو باريخو على تنويه خاص تقديراً لقيمته الفنية وطرحه المميز.
في فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، فاز الفيلم الإسباني “Saudade Espagne” للمخرج ريشارد زوبلزو بالجائزة الكبرى، حيث تمكن من تجسيد مشاعر الحنين والغربة بطريقة مميزة ومؤثرة. وفي فئة الأفلام الخيالية القصيرة، نال الفيلم الإسباني “Moro” للمخرج بابلو بارصي جائزة أفضل فيلم خيالي قصير، مع تنويه خاص بالفيلم المغربي “Le For Me” تقديراً لقوة قصته وتأثيره العاطفي على الجمهور.
أما جوائز الأداء التمثيلي، فقد كانت من نصيب الممثلة لولا أموريس التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “المرأة المتوحشة”، حيث قدمت أداءً قوياً جسد ببراعة تعقيدات الشخصية. وفاز الممثل المغربي مصطفى سحميدات بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “شيوع” للمخرجة ليلى الكيلاني، وهو دور جسد فيه صراعات الإنسان وتحدياته بشكل لامس قلوب المشاهدين. كما حصل الفيلم الإيطالي “أوقيانوس” على جائزة أفضل سيناريو، مما أكد تميزه في مجال الكتابة السينمائية.
وفي مفاجأة لجمهور المهرجان والنقاد، لم يحظَ فيلم “جثة على ضفاف مارشيكا” للمخرج أكسيل فوزي بالجوائز التي توقعها المتابعون والصحفيون، حيث اعتُبر هذا الفيلم من أبرز الأفلام المشاركة بفضل تقنياته الإبداعية وسرده لقصة إنسانية عميقة، وكان كثيرون يتوقعون أن ينال عدة جوائز نظراً لشعبيته وتأثيره الواضح. ومع ذلك، اكتفى الفيلم بجائزة الجمهور، التي منحت له تقديراً لتأثيره العاطفي وقربه من قلوب المشاهدين، في حين أن لجنة التحكيم كان لها رأي آخر في بقية الجوائز.
اختُتمت فعاليات المهرجان وسط أجواء احتفالية، حيث اعتبر المشاركون هذا الحدث فرصة ثمينة لتسليط الضوء على قضايا بيئية وإنسانية ملحة وإبراز التنوع الثقافي والفني. أشاد الحضور بمستوى الأفلام المشاركة، مؤكدين على أن المهرجان يعد منصة هامة للتفاعل بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، ويتيح فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والتجارب التي تعزز من قوة وتأثير السينما كأداة للتغيير الإيجابي في المجتمع.