الرئيسية آراء وأقلام إحذروا ظلم القضاة…..!!!!

إحذروا ظلم القضاة…..!!!!

IMG 20180825 WA0010.jpg
كتبه كتب في 25 أغسطس، 2018 - 1:02 صباحًا

يقال أن القاضي عدو نصف القرية و إن عدل لأن حكمه يفصل بين غريمين و من المؤكد أن في كل دعوى هناك خاسر و هناك رابح و كثيرا ما  يخسر المتقاضي دعواه لأسباب شكلية و إذا كان بصفة عامة يجوز تصحيح الخطأ الشكلي المرتكب أثناء سير الخصومة ففي بعض الأحيان فإن هذا الخطأ قد يكلف المتقاضي ثمن باهض قد يصل إلى سقوط حقه نهائيا.

فمثلا إذا رفع خاسر الدعوى استئناف أمام المجلس القضائي و أغفل الإشارة في عريضة استئنافه إلى بعض البيانات الجوهرية المقررة في المادة 540 من قانون الإجراءات المدنية و الإدارية ( ق.إ.م.إ.) فإن استئنافه يكون غير مقبول شكلا الشيء الذي قد يترتب عليه حيازة الحكم المستأنف للطابع النهائي إذا افترضنا أن هذا الحكم قد سبق تبليغه و يكون أجل الاستئناف قد انقضى وقت صدور القرار القاضي بعدم القبول.

وهناك من يخسر دعواه بسبب تقادم الواقعة و أخر يخسرها لعدم كفاية الأدلة و البراهين و قد تتعدد الأسباب التي تساهم في خسران الدعوى لكن الغريب في الامر الذي يعكس مدى ضعف العقلية المغربية في تقبل الأحكام هو توجيه سهام التشكيك و الإتهام بالرشوة أو المحاباة  مباشرة للقاضي  مصدر الحكم دون الأطلاع على التعليل و هو توجه كرسه بعض السماسرة لا سماحهم الله الذين يستغلون مثل هذه النوازل للإيقاع بضحاياهم و ابتزازهم و النصب عليهم تحت ذريعة أنه لا عدل ولا عدالة دون مال لتنقلب الأية و يصبح القاضي النزيه عرضة للظلم بعدما يبدأ  يتبجح بعض الجاهلين أن قضيته قد تم التلاعب فيها و تمت شراء ذمة القاضي فأي ظلم أكبر من هذا و أي إفتراء أفضع من هذا.

فلنحذر ياسادة  من ظلم القضاة و لنتحرى أسباب خسران الدعوى قبل الخوض في أعراض قوم ولاهم الله علينا و جعلهم خلفاءه في أرضه   فكم من كلمة لا يُلْقِي لها العبد بالاً،يهوي بها في جهنم في الوقت الذي نجد فيه بعض المتقاضين يكيلون التهم يمينا و يسارا مشككين في ذمم القضاة بل أصبح التوجه الأول عند البعض هو السؤال عن القاضي و هل  هناك من إمكانية لمساومته فاتحين المجال لبعض السماسرة و المحتالين لإيقاعهم في المحظور  دون أن نغفل بعض الحالات الشاذة و التي يمثلها قلة من الفاسدين و الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه بطبيعة الحال.

متناسين أن القضاة إصطفاهم الله وأن  القضاء رسالة عظيمة، تولاها من قبل الرسل والأنبياء  بأمر من الله تعالى مصداقا لقوله تعالى :{ يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فأحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} وقال أيضا { إن لله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.
وعلاقة برسالة القضاء ودورها في تحقيق العدل بين الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا جلس القاضي للحكم بعث الله إليه ملكين يسددانه فإن عدل أقاما وإن جار عرجا وتركاه } .
وروي عن الرسول ( ص) أن قال لأبي هريرة رضي الله عنه { يا أبا هريرة ، عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة بقيام ليلها وصيام نهارها، يا أبا هريرة جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله من معاصي ستين سنة}.
فرسالتي اليوم للجميع إحذروا ظلم القضاة فيكفي ما توعدهم به الله تعالى إن جاروا على خلقه و لنجعل حسابهم على خالقهم و لنكن لهم عونا على أداء رسالتهم النبيلة و لنحاول نحن كمجتمع إسلامي الترفع عن أكل حقوق بعضنا البعض بالباطل فو الذي نفسي بيده لو تعلمون ما يكابده القاضي في تحليله للملفات و دراستها و تحريريها و ما يعانيه نفسيا من ضغوطات لما تجرأتم على النبس ولو بربع كلمة في حقهم ولندعو لهم بالسداد و التوفيق في أداء رسالتهم النبيلة التي إن توفقوا فيها صلح أمر المجتمع بأسره و إستقام و تحققت العدالة المنشودة من الجميع.

عزيز بنحريميدة

مدير جريدة صوت العدالة

مشاركة