إعداد: المصطفى العياش
بتعاون مع كلثوم العياش، صحفية متدربة
جريدة جيل
السمارة، قلب الجنوب المغربي، تعيش هذه الأيام على إيقاع الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والانتماء. وفي خضم هذه الفرحة، يترسخ الإحساس الجماعي بأن المغرب يمضي بثبات نحو تعزيز وحدته الترابية والتنموية، في أفق عيد الوحدة الوطني الذي سيدخل حيز التنفيذ سنة 2026.
وفي قلب هذا المسار، يبرز اسم إبراهيم بوتوميلات، عامل إقليم السمارة، كأحد النماذج الإدارية التي تجسد العمل الميداني المسؤول، وتحوّل تراكم الخبرة إلى تنمية واقعية تعزز اللحمة الوطنية.
تراكم الخبرة… قاعدة القيادة الناجحة
لم يكن مسار بوتوميلات وليد الصدفة، بل ثمرة تجربة طويلة في تدبير الشأن المحلي والإقليمي. فمن قائد ميداني إلى مناصب عليا في الإدارة الترابية، راكم رؤية متكاملة حول أساليب القيادة الحكيمة والإنصات للمواطنين.
هذا التراكم المهني مكّنه من فهم عميق لخصوصيات الأقاليم الجنوبية، والتعامل بمرونة وذكاء مع متطلباتها التنموية والاجتماعية، بما ينسجم مع الرؤية الملكية الرامية إلى جعل الإدارة في خدمة المواطن.
السمارة… مشاريع تنموية تعكس روح الوحدة
في عهد بوتوميلات، شهدت السمارة دينامية تنموية متجددة شملت تحسين البنية التحتية، والنهوض بالتعليم والصحة، وتشجيع المقاولات الصغيرة والمتوسطة، ودعم الشباب والنساء في مجالات ريادة الأعمال.
هذه المشاريع الميدانية ليست مجرد أرقام، بل هي تجسيد فعلي لروح الوحدة الوطنية، حيث تتحول التنمية إلى وسيلة لترسيخ الارتباط بالأرض، وتعزيز ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.
الشراكة المجتمعية… قوة السمارة
من أبرز نقاط قوة التجربة الإدارية لبوتوميلات، حرصه على التعاون الوثيق مع شيوخ القبائل والوجهاء المحليين، في مقدمتهم شيخ قبيلة الرگيبات البيهات سيدي محمد الإسماعيلي.
هذه الشراكة جعلت التنمية أكثر قربًا من المواطن وأكثر استدامة، لأنها تستند إلى التلاحم الاجتماعي وتقدير الخصوصية الثقافية للمنطقة، في انسجام تام مع روح المسيرة الخضراء التي جسدت منذ خمسين سنة وحدة العرش والشعب حول قضية الوطن.
رأي شيخ قبيلة الرگيبات البيهات سيدي محمد الإسماعيلي في عيد الوحدة الوطني
وفي هذا السياق، سألت جريدة جيل شيخ قبيلة الرگيبات البيهات سيدي محمد الإسماعيلي عن رأيه في عيد الوحدة الوطني الذي أقره جلالة الملك محمد السادس، والمقرر الاحتفال به ابتداءً من سنة 2026، فكان جوابه:
سيدي محمد الإسماعيلي:
“عيد الوحدة ليس مجرد يوم وطني جديد، بل هو تتويج لمسار طويل من النضال والتلاحم بين العرش والشعب. هو رسالة قوية للعالم بأن وحدة المغرب راسخة في القلوب قبل أن تُترجم في القرارات.
فرحتنا اليوم بعيد المسيرة الخضراء هي نفسها فرحة عيد الوحدة القادم إن شاء الله، لأنهما وجهان لنفس المسار: مسار الوفاء للوطن والولاء للملك.
والسمارة، كغيرها من مدن الصحراء المغربية، ستظل وفية لهذا النهج، مجندة دائمًا وراء جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.”
كلمات الشيخ تعكس عمق الوعي الوطني المتجذر في المجتمع الصحراوي، وتُبرز مدى انسجامه مع الرؤية الملكية التي تجعل من الوحدة والتنمية مسارين متكاملين يخدمان مصلحة الوطن والمواطن معًا.
من فرحة المسيرة إلى أفق عيد الوحدة
وفي الوقت الذي يحتفل فيه المغاربة اليوم بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، تزداد الفرحة الوطنية عمقًا واتساعًا مع اقتراب موعد عيد الوحدة الوطني سنة 2026، الذي أقره جلالة الملك محمد السادس كرمز لتتويج مسار الانتصارات الدبلوماسية والسياسية لقضية الصحراء المغربية.
فرحة المسيرة اليوم هي بشارة خير وفرحة عامرة تتواصل في أفق هذا العيد الجديد، الذي سيكرّس أكثر ارتباط الجنوب بالمركز، والوطن بأبنائه، في وحدة وطنية راسخة.
السمارة، بقيادة إبراهيم بوتوميلات، تقدم نموذجًا في كيف يمكن للإدارة الترابية أن تتحول إلى قوة دافعة للوحدة والتنمية في آن واحد.
ومن عمق الصحراء، يتجدد العهد على مواصلة المسيرة بنفس الروح التي قادت المغاربة بالأمس إلى استرجاع الأرض، وتدفعهم اليوم إلى تحقيق التنمية وبناء المستقبل.
فرحة المسيرة الخضراء هي فرحة وطن بأكمله، وفرحة عيد الوحدة القادم ستكون امتدادًا طبيعيًا لها — فرحة عامرة بوطنٍ موحدٍ ومستقبلٍ واعد.

