عزيز بنحريميدة صوت العدالة
محمد اوجار ..استلهمنا منه معاني الصدق والتفاني في ادائه للواجب الوطني خلال مراحل توليه رئاسة وزارة العدل ،مسطرا بذلك لنظرة التجديد في الرؤية الاصلاحية لمنظومة العدل.
اليوم وبعد سنوات من العمل الجاد.. يرحل السيد محمد اوجار عن وزارة العدل تاركا وراء صفحة من المنجزات، امال في عهده تحققت وتكهنات تجسدت.. وخطى راسخة للبناء لا ينكرها الا جاحد.
السيد اوجار ..انسان قبل ان يكون وزيرا مسؤولا، عرف مع من حوله باللين وقوة الشكيمة في ان واحد، يرسم البسمة على وجوه العاملين، ليستحق بذلك لقب الرجل الملهم.. وهذا الامر تجسد بالفعل ساعات بعد مغادرته للوزارة، حيث بدت كل علامات الخيبة وعدم الرضى على وجوه من عرفوه، وايقنوا صدقه وحبه للعمل.
هي سنة الحياة، وهي من دواليب العمل السياسي الديموقراطي، الرامي الى تناوب السلط في جو من الشفافية والمصداقية، مسيرا في تصريحاته فيما سبق . ان العمل لم يرتبط يوما في الحقل السياسي بالاشخاص، وان كانت لخم لصمتهم بالفعل.. لكن العمل مرتبط ايان ارتباط بالأفكار الخلاقة المتجسدة على طول السنوات.
اوجار غادر..لكن بصمته كانسان ظلت وستظل راسخة في الاذهان الى حين، فمن قدم الشيء الكثير لا ينسى، ومن عرف قدر من حوله لا يفقد مركزه الانساني بين العامة حتى وان غاب عن المشهد السياسي. وسيشهد التاريخ المغربي المعاصر أن وزارة العدل كانت في اوج عطائها مع الوزير محمد اوجار.
حري بمن عانق الاصلاح ان يكرم، وحري بمن اسدى عظيم الخدمات، ورفيعها ان يشار اليه بالبنان، لعظم شأنه ورجاحة عقله في تدبير امور المرحلة، في وقت كانت تعيش فيه هياكل القطاع ارتجالية ..ليتداركها الوزير اوجار في بدايات عهده بالوزارة ليقدم حلولا ومقترحات عملية سرعان ما اعطت اكلها واقعيا وميدانيا.
خلاصة الكلام..ان قست السياسة على اهلها.. بتحريك الدواليب واحداث التغيير، فقد لا تغير القلوب وجهتها كنظرة للاخرين.. مبينة ان عطاءهم ليس له حدود، وان مركزهم فيما مضى ويأتي لا يحتمل القياس..اوجار موقعك كان و لا زال في الريادة.