غادرنا إلى دار البقاء قبل يومين الشيخ والعلامة محمد بن الأمين بوخبزة المكنى بـ”أبي أويس” عن عمر يناهز 88سنة ، بإحدى مصحات مدينة تطوان، بعدما نُقِل إليها الثلاثاء الماضي، عقب تدهور حالته الصحية.
جنازة الراحل “أبا أويس”شيعت عصر يوم أمس الجمعة، من منزله الكائن بحي سيدي طلحة بتطوان من طرف ألاف المواطنين حيث أغلقت الشوارع و الأزقة في مشهد تاريخي مهيب عاد بنا إلى جنازة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه حيث وري جثمانه بمقبرة “ابن كيران الإسلامية” بالمدينة ذاتها.
وكان الفقيد قد “تعرض لزكام حاد، وضيق في التنفس، تطلب نقله إلى إحدى المصحات الخاصة بتطوان، الثلاثاء المنصرم”، حيث أن “الأطباء اكتشفوا تعطل وظائف جزء مهم من قلبه، مما اضطرهم إلى وضعه بقسم الإنعاش، والاستعانة بجهاز التنفس الاصطناعي”.
وعن وفاة الفقيد قال الأمين بوخبزة، ابن شقيق الفقيد والبرلماني السابق عن دائرة تطوان: “ودعنا اليوم علما من أعلام بلدنا الحبيبة، وهو الشيخ العالم الزاهد العامل، محمد بن الأمين بوخبزة العمراني الحسني، الذي وفاه الأجل المحتوم، عن عمر يناهز 88 سنة بالتقويم الميلادي”.
وتابع مسترسلا، “نحن نعلم أن هذا العلم لا يؤخذ انتزاعا، وإنما يؤخذ بموت العلماء، وقد كان رحمه الله ورضي عن أعماله وأفعاله وأقواله مدرسة حية لمدة تزيد عن الستين سنة”، وزاد قائلا: “نسأل الله أن ينفعه بما قدّم، وأن يخلفنا فيه بمن نرضى به قدوة صالحة، ومن نرضى به في علمه وعمله، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
يُذكر أنّ الشيخ والعلامة محمدا بن الأمين بوخبزة، المزداد سنة 1932، يعتبر عالما من علماء المغرب المشاهير، ورجلا له باع طويل في إحياء ما اندثر من العلوم، خاصة الشرعية، وأهمها علم الحديث، إلى جانب أنه محقق وباحث ومدقق، وهو من العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية، قديمها وحديثها، مخطوطها ومطبوعها.
نشر الراحل، الذي يعد عميد الفقه الإسلامي في الوقت الراهن، العلم عبر محاضرات ودروس علمية، وقام بالإشراف الأدبي والعلمي على كثير من الباحثين في أقطار إسلامية عديدة، إضافة إلى دوره الفعال في خدمة المخطوطات في القطر المغربي، وهو مؤسس معهد الإمام أبي القاسم الشاطبي لتحفيظ القرآن وتدريس علومه بتطوان، وله مؤلفات عديدة