أشغال اليوم الأول من المؤتمر الثالث عشر لحزب الحركة الشعبية

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي – عزيز بنحريميدة – عبد الكبير الحراب

بمركب مولاي عبد الله بالرباط  ،وأمام ما يفوق 2500 مؤتمر ومؤتمرة،وبحضور شخصيات سياسية وازنة يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني،انطلقت أشغال اليوم الأول من المؤتمر الثالث عشر لحزب الحركة الشعبية،تحت شعار “حركة من أجل الوطن”.

أشغال المؤتمر التي حضرها كل من نبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، نزار بركة  امين عام حزب الاستقلال، عزيز أعنوش،رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار،سعد الدين العثماني، امين عام البيجيدي،غبد الصمد عرشان، امين عام حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، انطلقت بكلمة لرئيس اللجنة التحضيرية سعيد أمسكان الذي تحدث عن المرجعية  والأهداف، مذكرا الجميع بأن الحركة الشعبية تأسست على فكر مغربي أصيل قادم من عمق مغربي وجوهر وطني خالص.مضيفا أن الحركة بنت هوياها الفكرية والسياسية على مرجعية أمازيغية إسلامية مبنية على مبادئ الوحدة والتنوع.

وأكد في سياق كلامه عن نهج الحزب، أن الحركة الشعبية  يرسخ اعتزازه بمرجعيته التاريخية وخياراته المبدئية من خيال الدفاع عن ثوابت الدولة ومقدسات الأمة والوحدة الوطنية والترابية  والملكية الدستورية البرلمانية ،والخيار الديمقراطي ،وتعزيز دولة الحق والقانون،والعمل على حماية حقوق الأفراد والجماعة،النضال من أجل ترسيخ حقوق الإنسان ومناهضة كل أشكال التمييز والتطرف الإرهابي،تمثيل وتأطير المواطنات والمواطنين ،وتحفيزهم على الانخراط في العمل السياسي،بالاضافة الى مبادئ كثيرة عددها الراجل الثاني في حزب السنبلة.

وحول الوضعية الراهنة والمشهد السياسي الوطني،قال أمسكان في كلمته الافتتاحية،أن المؤتمر ينعقد في سياق تاريخي وسياسي خاص على الصعيد الدولي والإقليمي والوطني،وطنيا النقلة النوعية التي شكلها دستور 2011 من أجل استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية ودولة حديثة متقدمة،واقليميا انعقاد المؤتمر في ظل الرجات السياسية والهزات الاجتماعية التي خلفتها المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية في بعض الدول العربية، ودوليا بروز معالم نظام جديد مبني على التكتلات الاقتصادية والتموقع القوي للبلدان الصاعدة .

وقد عرج أمسكان على معظم المبادئ التي تعتمد عليها الحركة الشعبية والأساسات المهمة لضمان موازنة حقيقية تساعد على نجاح الأنظمة السياسية،نأخذ منها على سبيل المثال : الليبرالية الاجتماعية كنموذج اقتصادي لما برهن عليه من رقي وازدهار،واعتبار الطبقى الوسطى كرافعة للنمو الاقتصادي،على اعتبار أن هذه الطبقة تلعب دورا أساسيا كمحرك في إنعاش الاقتصاد الوطني وخلق توازن اقتصادي واجتماعي داخل المجتمع.

هذا مع اهتمام الحزب يضيف أمسكان على الاسنثمار كآلية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة،دون نسيان مفاتيح العدالة الاجتماعية :الصحة والتعليم والتشغيل،ودعا في نهاية تدخله الى ضرورة الاهتمام بالعالم القروي،مع تنبي نموذج تنموي ناجح،وكذا اعادة الاعتبار للشأن السياسي .

ودعا أمسكان في نهاية كلمته الى ضرورة التعجيل باخراج قانون الجبل الى حيز الوجود،وتقييم مختلف البرامج والاستراتيجيات التي تهتم بمناطق العالم القروي،واعادة النظر في استراتيجية التنمية الغابوية ،واحداث وكالة وطنية للتنمية القروية ،مع وضع مخطط للتعميرةيناسب خصوصية العالم القروي والجبلي.

وفي كلمة مطولة للأمين العام المنتهية ولايته،أكد العنصر أن اختيار شعار ” حركة من أجل الوطن” لم يأت بالصدفة ،وإنما يجسد التزام الحركة الشعبية على مدى 60 سنة من الوجود،وهو التزام بالثوابت ووفاء للوطن وللمؤسسات وخدمة للصالح العام.

مضيفا ي تدخله،أن الحزب تأسس على مقاومة التهميش في بعده المجالي،وبعده الثقافي واللغوي في إطار مبدأ الوحدة في التنوع.مؤكدا أن للمناضلين قناعات  تشكل موضوع تعاقد كل الحركيين ونبراسا لكل المنتضلين وأعضاء المجلس الوطني.

وحول القضية الوطنية ،قال العنصر ،أن “كل المناورات المستودفة لوحدتنا الترايية ،إن أفلحت في شيء فإنها فقط تعمل على تعطيل المشروع الوحدوي للمفرب الكبير الذي طالما شكل حلم الجيل السابق وتطلع الجيل الحالي “.

مضيفا أن ” النموذج التنموي للاقاليم الصحراوية ،وهو في طريقه الى التنفيذ،يخد بمثابة اجابة صريحة ،ودحض لكل الأطروحات المغلوطة حول استغلال خيرات الأقاليم الصحراوية ،مؤكدا أن الاتحاد الأوربي يعي حقبقة وخلفية المزاعم،حيث أصبح المغرب مخاطبه الوحيد كما هو  الشأن بالنسبة للمنظومة الدولية التي تتبنى الاقتراحات المعقولة والواقعية للمملكة.

وذكر  العنصر بعودة المغرب الى الاتحاد الافريقي ،بفضل حنكة جلالة الملك ،وتنظيم انتخابات محلية وتشريعية سنتي 2015 و 2016،مع اقرار المجالس الجهوية واصدار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية.

ولفت العنصر اهتمام المشاركات والمشاركين في المؤتمر الى أن الحزب رغم دخوله للأغلبية الحكومية،فهو غير راضي على اصلاحات مهمة تتقاذفها امواج نزاعات سياسوية عقيمة يدفع المواطنون ثمنها.

مطالبا في نهاية كلمته بتأهيل المؤسسات ،ومنح البرلمان مكانته المحورية في التشريع والممارسة الديمقراطية ،وضمان استقلاله المالي والاداري وإصلاح نمط الاقتراع  لتحصين الناخب ضد كل أشكال الفساد الانتخابي.

وقد تدخل كل من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني معتبرا هذا المؤتمر نجاحا لكل الحركيات والحركيين،داعيا الجميع الالتفاف حول الحزب للانطلاق في مرحلة جديدة كلها عطاء ونجاح، وأضاف سعد الدين العثماني إن اليلد في حاجة إلى مناضلين سياسيين. ” قبل ان يضيف  “محتاجين لمناضلين سياسيين لأن الظروف فيها صعوبات، يجب أن ننظر للأمور بنظرة موضوعية”. وزاد: “محتاجون لمن  يخدم البلد بالمعقول، للذين يريدون ان يعطوا لبلادهم “ .كما شكر بنعبد الله الحوب على الدعوة مهنئا هو الآخر المؤتمرات والمؤتمرين  بنجاح المؤتمر،الذي اعتبره  محطة من محطات التأسيس ،مضيفا ، أن الوطن في أمس الحاجة إلى ان تعود كل  الأحزاب الوطنية التارخية لأمجادها وأن تكون أحزاب متراصة الصفوف

هذا وتدخل بعض الضيوف الأجانب الذين شكرو الحزب على الدعوة ،واعتبروا انعقاد المؤتمر هو مؤشر  على ممارسة ديمقراطية داخلية،تؤسس لمرحلة جد متقدمة من العمل السياسي الناجح.

وخلال الجلسة العامة الأولى،تم تقديم التقرير السياسي من طرف الأمين العام للحزب،الذي سرد فيه كل الأنشطة والمبادرات التي قام بها أو أشرف عليها الحزب خلال الولاية الماضية،تلاها تلاوة التقرير المالي،ونتاقشتهما من طرف المؤتمرين والمصادقة عليهما .