في قلب مدينة الخميسات، تقف عدة أسواق نموذجية كأطلال شاهدة على مشاريع تنموية لم تحقق أهدافها. صرفت عليها ملايين الدراهم من المال العام، وتم تجهيزها بكل المستلزمات الضرورية، غير أنها لم ترقَ إلى المستوى المطلوب ولم تستقطب التجار ولا الزبائن، لتتحول بمرور الوقت إلى بنايات مهجورة تأوي الأشخاص في وضعية تشرد
وفي الوقت الذي تُهمل فيه هذه الفضاءات التجارية، تنتشر ظاهرة الباعة الجائلين في كل شوارع وأزقة المدينة، ما يخلق فوضى عارمة ويؤثر سلباً على حركة السير والجولان، كما يشوه جمالية الفضاءات العمومية، ويؤكد فشل السياسات المحلية في تدبير ملف الباعة المتجولين بطريقة عادلة وفعالة.
هذه الأسواق، التي كان من المفترض أن تُنهي معاناة الباعة الجائلين وتنظم تجارتهم، أصبحت نموذجاً لفشل التخطيط وغياب الحكامة الجيدة. فهل يتعلق الأمر بسوء في الدراسة؟ أم أن غياب إشراك التجار المعنيين في المراحل الأولى من هذه المشاريع كان السبب في هذا الفشل الذريع؟
عدد من المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي يطالبون بفتح تحقيق جدي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الوضع، وتحديد المسؤوليات، مع تقديم حلول واقعية تضمن إعادة تأهيل هذه الأسواق واستعمالها بالشكل الصحيح، بدل أن تبقى مأوىً للهشاشة والتشرد. ..متابعة: حفيظ المخروبي


