الرئيسية أحداث المجتمع أسرة سامي راجيمي: مات ابننا في “حادث غامض”.. ونطالب بكشف الحقيقة كاملة

أسرة سامي راجيمي: مات ابننا في “حادث غامض”.. ونطالب بكشف الحقيقة كاملة

IMG 20250628 WA0026
كتبه كتب في 28 يونيو، 2025 - 2:51 مساءً

بقلم: عبد الكبير الحراب

لا تزال أسرة الشاب سامي أكرم راجيمي، البالغ من العمر 22 عامًا، تعيش تحت وقع صدمة موجعة لم تفارقها منذ مساء السابع من فبراير 2025، تاريخ مصرع فلذة كبدها في حادث سير وصفته بكونه “أبعد ما يكون عن مجرد حادث عرضي”، معتبرةً أن ما وقع يحمل، في نظرها، مؤشرات جريمة مدبّرة أريد لها أن تظهر كحادث سير عابر.

في تلك الليلة، تلقى سامي اتصالًا هاتفيًا من أحد أصدقائه، ألح عليه مرافقته في نزهة بالدراجة النارية. وبعد تردد قصير، غادر الشاب منزله على الساعة السابعة مساءً. لم تكن الأسرة تدري أن تلك اللحظة ستكون آخر عهد لها بابنها البكر، المتخرج حديثًا والحالم بمستقبل زاهر في مجال البرمجة والتنمية المعلوماتية.

ساعات فقط بعد مغادرته، طُرق باب المنزل بعنف، كان أحد أصدقائه في حالة اضطراب شديد، لم يستطع أن ينطق بكلمة توضح ما جرى، واكتفى بطلب هاتف والد سامي، مدعيًا حاجته إلى “استشارة”. لكن الأم، التي ينهشها القلق، شعرت بأن أمرًا جللًا قد وقع، لتبدأ فصول مأساة لم تكن مستعدة لها.

الخبر الصادم لم يصلهم عبر أي جهة رسمية، بل جاءهم، في مفارقة مؤلمة، من صديق مقيم بكندا، أرسل إليهم صورًا متداولة على تطبيق “إنستغرام”، تُظهر مشاهد من حادثة سير بشارع فاس بحي تدارت بالدار البيضاء، وأكد أن الضحية الظاهر في الصور ليس سوى سامي.

هرولت الأسرة نحو المستشفى، حيث كانت جموع من الناس تترقب أنباء عن الضحية. حاول الزوج طمأنة زوجته، المصابة بمشاكل في القلب، وأخبرها أن سامي ما زال على قيد الحياة. غير أن الحقيقة كانت أقسى من أن تُخفى. دخلت الأم غرفة الطوارئ، لتجد ابنها مسجّى جثة هامدة، إلا أنه – على حد قولها – “فتح عينيه في وجهي لحظة دخولي.. كأنه أراد أن يودعني”.

تفاصيل الحادث، بحسب الرواية الرسمية، تشير إلى أن سامي كان على متن دراجته النارية من نوع “ياماها”، قبل أن تصدمه سيارة بيضاء مجهولة النوع والترقيم، فرّ سائقها من مكان الحادث، دون أي تدخل لإنقاذه أو الاتصال بالإسعاف. غير أن الشكوك، وفق الأسرة، تعمقت أكثر حين صرّح بعض الموجودين في المستشفى، دون تردد: “ولدك مقتول، ماشي حادثة سير”.

تقول الأم المفجوعة، التي لا تزال تبحث عن إجابات: “أين اختفوا أصدقاء سامي؟ لماذا لم يظهر أي شاهد من مكان الحادث؟ من هذا الذي ضغط عليه للخروج؟ لماذا حاول أحدهم إخفاء الأمر عنّا؟ هناك تواطؤ واضح، وأطراف لا تريد للحقيقة أن تظهر.”

وتضيف بأسى: “سامي ماشي ولد الزنقة. متخرج، حاصل على ديبلوم مهندس في التطوير المعلوماتي، وكان مقبلًا على بداية مسار مهني جديد. كان طموحًا، خلوقًا، محبوبًا في الحي وبين أصدقائه. كيف تنتهي حياته فجأة دون تفسير؟”

ورغم كل هذه الأسئلة المعلقة، لم تأت الأحكام الصادرة عن المحكمة الزجرية بالدار البيضاء يوم 6 مارس 2025 بما يشفي غليل العائلة. فقد تم الحكم على المتهم، المدعو إسماعيل خ.، من مواليد 2006، بالغرامة بمبلغ 2000 درهم بسبب تغيير مكان وقوع الحادث، و2000 درهم أخرى بتهمة السياقة بدون رخصة، إلى جانب منعه من اجتياز امتحان السياقة لمدة 3 أشهر، مع مصادرة الكفالة لتغيبه عن الجلسة.

واعتمدت المحكمة في حكمها على محضر الضابطة القضائية رقم 278، الذي اكتفى بالإشارة إلى “حادثة سير ناتجة عن اصطدام دراجة نارية بسيارة بيضاء مجهولة فرّ صاحبها”.

حكم لم تقتنع به الأسرة، واعتبرته مجحفًا، وغير منصف، ويغض الطرف عن جوانب مظلمة في القصة. تقول الأم: “هل يُعقل أن يُحكم على شخص يُشتبه في قتله لابني بغرامة فقط؟ أين شهود العيان؟ لماذا لم تُفتح كاميرات الشارع؟ لماذا اختفى رفاقه مباشرة بعد موته؟ نريد الحقيقة، فقط الحقيقة.”

خلف هذه الكلمات الموجعة، تختبئ فاجعة أمّ تحارب وحدها من أجل ابن راحل، وحلم لم يكتمل، وملف تخشى أن يُغلق بـ”حادث عابر”، بينما تسكن في قلبها يقين أمٍّ أن العدالة لم تكتمل بعد.

مشاركة