عاد الهدوء، يوم الأحد، إلى بلدة توري باتشيكو في إقليم مورسيا الإسباني، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت عقب اعتداء موثق على مسنّ إسباني من طرف مهاجرين، في حادث أثار موجة غضب واسعة.
ورغم تدخل الشرطة بقوة وتوقيف بعض المتورطين في أعمال الشغب، لا يزال التوتر قائماً، خاصة بعد دخول الجماعات اليمينية المتطرفة على الخط، واعتدائها على شبان مغاربة، ما حول الحادث إلى صراع عنصري خطير.
ويُعد هذا التصعيد الأكبر من نوعه منذ سنوات، في منطقة يُشكل فيها المهاجرون، وخاصة المغاربة، نسبة مهمة من اليد العاملة في القطاع الزراعي. وقد عبرت أحزاب سياسية يسارية عن قلقها، فيما التزمت الحكومة المغربية الصمت إلى حدود الساعة، ما يطرح تساؤلات حول غياب التواصل الرسمي في أزمات تمس الجالية بالخارج.
وفي ظل ارتفاع أصوات تطالب بترحيل المهاجرين، ومؤشرات على تشدد محتمل في السياسات المحلية، تبقى الجالية المغربية مهددة أكثر من أي وقت مضى، في انتظار تحرك دبلوماسي حازم يضمن حقوقها ويمنع وصمها الجماعي بسبب تصرفات فردية.

