في مبادرة بيئية رائدة، شهد شاطئ مدينة آسفي تنظيم فعاليات متميزة احتفاءً بالذكرى السادسة عشرة لحصوله على اللواء الأزرق، وذلك في إطار البرنامج الوطني “شواطئ نظيفة”، تحت إشراف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وبدعم من شركة إسمنت المغرب.
وتميزت هذه المبادرة، التي تندرج ضمن الحملة الوطنية “#b7arblaplastic”، بإطلاق النسخة الجديدة من “قرية صيفكم”، كفضاء بيئي مستدام يُعنى بتربية الأجيال الصاعدة على قيم المواطنة البيئية والسلوك المسؤول، عبر سلسلة من الورشات التفاعلية والإبداعية.
ومن بين أبرز لحظات هذه التظاهرة، كان إطلاق “إذاعة الشاطئ”، منصة إعلامية مفتوحة لتوجيه رسائل توعوية وتحفيزية للمصطافين، عبر برامج تفاعلية ومسابقات وألعاب بيئية، بما يُسهم في نشر ثقافة حماية المحيط الساحلي والتصرف البيئي السليم.
وتضمنت “قرية صيفكم” عدة ورشات تعليمية، منها:
ورشة البيئة وإعادة التدوير، التي سلطت الضوء على مخاطر التلوث البلاستيكي، خصوصاً الجسيمات الدقيقة.
ورشة الإبداع الفني، التي منحت الأطفال والشباب فرصة التعبير البيئي من خلال أدوات معاد تدويرها.
ورشة “تاريخ آسفي”، التي استخدمت تقنيات الواقع المعزز لإحياء الذاكرة التراثية للمدينة.
ورشة “أصوات الأمواج”، التي شكلت منصة حوار بيئي بين الجمعيات والمصطافين.
وقد ترأس فعاليات هذا اليوم البيئي عامل إقليم آسفي، بحضور رئيس الجماعة الحضرية، ورئيس المجلس البلدي، وممثلي السلطات المحلية، ومسؤولي شركة إسمنت المغرب، التي تُعد الشريك التاريخي للشاطئ منذ سنة 2001.
وأكد المتدخلون خلال كلماتهم الرسمية أهمية المحافظة على مكتسبات شاطئ آسفي، الذي حافظ على شارة اللواء الأزرق منذ سنة 2009، مشددين على ضرورة تعزيز جهود التوعية البيئية، وتحفيز المشاركة المجتمعية لضمان استدامة هذا الفضاء الساحلي كوجهة سياحية وإيكولوجية.
وتُجسد “قرية صيفكم” نموذجاً حديثاً للمقاربة البيئية التشاركية، حيث تلتقي التكنولوجيا، والفن، والتربية غير النظامية، من أجل تكوين جيل جديد واعٍ بالتحديات البيئية، ومؤهل للمساهمة في بناء شواطئ مغربية أنظف وأكثر استدامة.
