الرئيسية أحداث المجتمع ورزازات..ندوة علمية تحت عنوان” الصورة .. تقاطعات الشعري والسينمائي ” بدار الشعر بمراكش.

ورزازات..ندوة علمية تحت عنوان” الصورة .. تقاطعات الشعري والسينمائي ” بدار الشعر بمراكش.

IMG 20211126 WA0119
كتبه كتب في 26 نوفمبر، 2021 - 10:44 مساءً


بقلم المراسل عبد الله أيت المؤذن.
احتضن مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بقصبة تاوريرت ورزازات يوم الجمعة 26 نونبر 2021 ندوة علمية بعنوان : ” الصورة .. تقاطعات الشعري والسينمائي ” من تنظيم دار الشعر بمراكش بتنسيق مع المديرية الجهوية بدرعة تافيلالت و المديرية الاقليمية للشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة- بورزازات .وقد شارك في الندوة الأساتذة والباحثين السيد نور الدين بوخصيبي والسيد حميد اتباتو والاستاذة فاطمة الزهراء الوعرابي …بحضور السيد مدير المديرية الاقليمية للشباب والثقافة والتواصل –قطاع الثقافة -ورزازات-تنغير-زاكورة السيد محمد أمزيل. كما حضر في الندوة العلمية الثقافية نخبة من المثقفين والأساتذة الباحثين والنقاد والشعراء والتشكيليين وكذا فنانين وصحافيين وطلبة و مهتمين وعاشقين للشعر والسينما.
وقد تمت خلال هذه الأمسية الفكرية الشعرية السينمائية مناقشة موضوع الشعر والسينما من مختلف جوانبه عبر مداخلات قيمة وعميقة مبنية على أبحاث ونظريات حول السينما الشعرية ومعززة بأمثلة توضيحية مرتبطة بالموضوع. هذا فضلا عن تأكيد المتدخلين إلى ضرورة مقاربة الأسئلة المعرفية التي تصلُ السينما بالشعر والشعر بالسينما، نظرا للتواشج الحاصل بين المجالين، تواشجٌ إذ يُعزز القرابة بينهما، يصونُ، في ذات الآن، لكل واحد منهما ما يحفظ له فرادته وخصوصيته. إذ جلي وواضح أن هناك علاقة بين السينما والشعر وهي علاقة مبررة بأكثر من سبب، فكل واحد منهما يتحدت عن الأخر بحسب أسلوبه الخاص وتقنياته المعروفة. وهما أيضا يتبادلان مصالح فنية ومادية بتكافؤ بيِّن. فقد ظفرت السينما بمعين لا ينضب وهو الشعر.
لكن مع تطور نظريات التلقي وتقدم الدراسات السيميائية للظواهر الفنية، وما عرفته كذلك اللغة الشعرية من تحولات كبيرة أغنت ألياتِها وشفراتِها، مثلما وسعت مفهوم الشعر في حد ذاته، ومع تطور الاتجاهات والمدارس السينمائية في العالم، وانزياح عدد من المخرجين وكتاب السيناريو عن المألوف، مع كل هذا أصبح بوسع المهتمين فتح ما انغلق من حدود التمييز بين الأنواع الأدبية والفنية، وأتاح فرص التقليص من معيارية لغات التواصل، مما فسح المجال لاختلاط الحدود بين الفنون وتحقيق تواصل وتبادل فعالين بينها. وصار بالاستطاعة الحديث عن إمكانية الربط بين الشعر والسينما، حيث أصبح بمقدور النقاد والدارسين من الطرفين (الشعر والسينما) الحديث عن فيلم مليء باللقطات الشعرية والصور الفنية. للإمساك بهذه العلاقة الملتبسة والملغزة، تأتي ندوة «الشعر والسينما» مقترحة علينا التفكير في جملة من الأسئلة من مثل:
ـ ما الذي يسوّغ قيامَ علاقة تأثير وتأثر بين الشعر والسينما، رغم أنهما يبدوان متباعدين من حيث أدواتهما ووسائلهما التعبيرية؟
ـ هل يقوم الفيلم (الشعري) على إواليات فنية حقيقية بانية لشعريته، أم أن شعريته متأتية من محض اجتهادات القراءات التأويلية المنفتحة على مختلف المرجعيات الفنية والثقافية والفلسفية؟
ـ ما حدود التشابه والاختلاف بين التصوير في الشعر والتصوير في السينما؟
ـ ما الذي استفاده الشعر من الفن السينمائي الذي تجاوز ظهوره في العصر الحديث قرنا من الزمن؟ وهل يمكن الحديث عن أفق مستقبلي منشود للتبادل والتعاون بين الشعراء والسينمائيين؟
وفي رحاب وبين أحضان مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بقصبة تاوريرت ورزازات استطاع المحاضرون من النقاد والأساتذة في السينما وفن الشعر تقديم أجوبة لهذه الأسئلة والتي حظىت بعناية المشاركين في هذه الندوة، خاصة أنهم جميعا مشهود لهم بالجدارة المعرفية والأكاديمية، وبالارتباط الوثيق بمجال الندوة.
والجلسة العلمية وحسب المنظمين يأتي الهدف الرئيس من تنظيمها حول موضوع (الشعر والسينما) من خلال السعي إلى جمع ثلة من المهتمين بالشعر والسينما والباحثين في مختلف الفنون، من أجل مضاعفة زوايا النظر، وفحص طرائق استفادة الشعر من فن السينما وتقنياتها التعبيرية واستدماج ذلك في مكوناته الفنية الدالة، وبالمقابل استكناه تحول الشعر مادة سائغة تستوعبها لغات السينما وتقنياتها، من أجل بناء أفلام بقوافي مرئية ومجازات ضاربة في أقاصي الجمال والحلم.

مشاركة