الرئيسية آراء وأقلام لماذا برزت كرة القدم المغربية مُتفرِّدةً؟

لماذا برزت كرة القدم المغربية مُتفرِّدةً؟

IMG 20250516 WA0312
كتبه كتب في 16 مايو، 2025 - 5:05 مساءً

بقلم: د عبد الله صدقي 16 ماي 2025


المجال الرياضي المغربي هو بنية مرتبط بالبنيات السياسية والثقافية والاقتصادية والعمرانية والعلمية والتربوية والقانونية، حيث المملكة المغربية تعرف تقدما ملحوظا في الساحة العالمية، تشمل كل بنياتها المجتمعية، فحين شرع المغرب في تأسيس بعض المعالم المطورة لبنياته المذكورة، خاصة ما شمل (الماكرو اقتصادي والعمراني، تقدم القانون ومحاولة تثبيت بعض الخطوات من العدالة والحرية والمساواة واتخاذ القرار والديمقراطية، على الرغم مما لا يزال يتخلل هذه الخطوات من خلل فظيع في عدم التركيز على الميكرو اقتصادي،(الشغل للمواطن، الصحة، التعليم، تحسين الدخل الفردي، التضخم …)، الذي يتطلع إليه المغاربة في أفق انتظاراهم … فقد استطاع المغرب أن يقطع أشواطا تجاوز خلالها العديد من التحديات التي شكلت له حجرة عثرة، قدم إثرها تضحيات سياسية واقتصادية مجبرا، (مُجبَرٌ أخوك لا بطلٌ)، نذكر من بينها:
*البنية الاقتصادية
. الخطى المغربية الحثيثة رغبة في تحقيق التنمية المستدامة والشراكات الدولية،
. إطلاق مشروع مركب ميناء طنجة ميد وهو أكبر مركب في أفريقيا وله دور كبير في تحسين الاقتصاد المغربي.
. إطلاق القطار فائق السرعة وهو أول قطار سريع في إفريقيا مما جعل السياحة تزدهر في البلاد. جذب الاستثمارات العالمية إلى بلاده وخاصة الشركة الفرنسية لصناعة السيارات (رونو).
. إطلاق ورشات اقتصادية في البلاد: التي تختص بتحسين البنى التحتية للمطارات والموانئ وغيرها.
*البنية السياسية
التضامن مع الدول العربية، منذ تسلمه الحكم وحرص على زيارة البلدان العربية وإقامة علاقات أخوية والتعاون. إعادة بناء العلاقات مع المجموعات الإقليمية الكبرى، نخص منها القارة الأفريقية، حتى أنه قام بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة شراكات استراتيجية. الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية وخاصة في القمة العربية في لبنان عام 2002 م.

إصلاح دستوري: قام بتبني دستور جديد منذ عام 2001م، ويميز هذا الدستور أنه يعتبر نموذج للدستور الديمقراطي المتميز. إصلاحات الجانب الديني في المغرب حيث رسخ مفهوم الاعتدال والتسامح في البلد. إطلاق مجموعة من المشاريع الاجتماعية التي تهتم في التعليم، المعاقون، المجتمع القروي، حماية الطفولة والمغاربة القاطنين في الخارج.

*البنية الاجتماعية
. الاهتمام في حقوق المرأة حيث صدر قرار الأسرة عام 2004م الذي يهتم بالمرأة وحقوقها ويبرز دورها في المجتمع.
. إصلاح وحكامة منظومة الحماية الاجتماعية المغربية
. الاهتمام بالمشاريع التي تخص الكهرباء حيث أنشأ محطة (نور) لإنتاج الكهرباء وهي من أكبر محطات الكهرباء في العالم كله. الاهتمام في مجال الشرطة وتحسينه من خلال إبراز دورهم

*البنية الرياضية
إذن ليست البنية الرياضة سوى انعكاس إيجابي عما حقق في باقي البنيات المجتمعية، من بنية سياسة واقتصادية وقانونية، حيث وجدت بنية الرياضة المغربية أرضية خصبة لتنطلق انطلاقة تحمل وعودا جادة في عالمها.
لا يمكن أن تتقدم بنية مجتمعية من البنيات إلا إذا تظافرت البنيات كلها بينها، إذ لا يمكن أن يتقدم شعب من الشعوب في الرياضة، وهو ما يزال يرضخ تحت بنيات سياسية واقتصادية واجتماعية مهترئة، يعاني فيها شظف الفقر والتهميش، ويروج للحماس الكاذب المخدر … والمغرب ماتزال الطريق أمامه لترسيخ الخطى الجادة في بناء مجتمع نموذجي، يزخر بالحرية والحقوق والمساواة والعدل واحترام الفرد … وما يزال الطريق طويلا أمام المغاربة …

مشاركة