صوت العدالة – م.البشيري / ع. السباعي
ساكنة مدينة المحمدية لن تنسى ليلة امس ولو بعد حين..حيث عاشت على وقع جريمة قتل وتمتيل أقل ما يحملها الوصف هي البشاعة، بطلها شاب في مقتبل العمر.. يحمل من صفات العدوانية والجريمة الشيء الكثير.. (م.ز) او الملقب اختصارا ب”زعزع”، والذي كان عمله الوحشي كافيا جدا ليزعزع كل الاحاسيس الكونية ويثبت نسبية الانسانية عند الانسان.
ومواكبة لاطوار الجريمة التي سبق للجريدة أن عاينت تفاصيلها منذ البداية حوالي منتصف الليل على الميدان.. على الطريق المؤدية لمدخل مدينة المحمدية، الساعة تشير الى قرابة منتصف الليل.. عندما تفاجأ شهود عيان من ساكنة دوار الشريف الواقع ضاحية المدينة بشاب جامح يلوح بالسلاح الابيض متأبطا ” رأس انسان” على طريقة أفلام الرعب الكلاسيكية خلال الثمانينات.
تقول.. المشهد مختلف، الجريمة ليست من فيلم مصور، ولا تجسيد لدراها بل هي لحظة انتقام حقيقية غابت فيها كل صفات الانسانية عن الجاني الذي كان لحظته منتشيا بالعمل الذي قام به امام دوار على مدخل المدينة.. ليقول في تلك اللحظات انه انجز المهمة بنجاح.
اي انسانية تلك التي سمحت للانسان بدبح انسان باستعمال ألة حادة وفصل رأسه عن الجسد.. بل واستطاع “زعزع” الشاب الغامض من التمتيل بجثته بشكل وحشي جمع بين برودة الدم والتفنن في التنكيل.. انه زعزع الذي توعد الجميع دون استثناء بنفس المصير المؤلم للرجل الخمسيني صاحب اللحية البيضاء.
فصل رأسه عن جسده .. فصل الامل الذي كان يربطه بالواقع عن الحياة.. فصل تاريخ العجوز عن ذكرياته واحلامه وما تبقى من ماضيه.. العجوز اختفى لان جثته اختفت ..ولان زعزع يؤمن ان اكرام المذبوح اخفاءجثته.
هذا وقد سارعت قوات الامن في حالة استنفار الى تتبع الجاني الذي لاذ بالفرار من ساكنة الحي التي لاحقته على طول الشريط الممتد على مدخل المدينة ليتسلل الى الغابة.. امر لم يترك مجالا لقوات الامن من استعمال الاعيرة النارية ” الرصاص الحي ” لايقاف الجاني..
بعد عملية الايقاف عملت العناصر الامنية في حملة تمشيطية الى البحث عن الجثة التي اختفت بشكل كامل.. لتتمكن بعد ساعة من البحث من ايجادها داخل ” عشة ” معدة بأغصان الاشجار داخل الغابة.. فهل كان الامر عملا مدبرا وجريمة انتقامية .. ام ان القدر قاد العجوز الى حد السيف بمحض الصدفة؟!
كثيرة هي الروايات.. وكثيرة هي الشهود العيان التي روت قصة زعزع بلسان الحال.. لكن الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان.. ولا يتناطح عليها كبشان، ان زعزع قد زعزع معايير الانسانية، ” انسانية الانسان نسبية بشكل كامل” انها مدينةالمحمدية .. مدينة الموت..