ودعت المدينة القديمة بالدار البيضاء، وعلى وجه الخصوص ساحة باب مراكش وساحة وزان، حالة الفوضى والعشوائية التي طغت على المشهد العام لسنوات، وذلك بعد حملة أمنية وتنظيمية مكثفة استهدفت تحرير الملك العمومي من قبضة الباعة المتجولين.
الحملة، التي لقيت استحسانا كبيرا لدى ساكنة المنطقة ومرتاديها، قادها باشا الدائرة الرابعة مولاي يوسف، السيد عز الدين، بتنسيق مع قائد الملحقة الإدارية السور الجديد، السيد جواد زروال، وبدعم فعلي من القوات المساعدة، وأعوان السلطة، ورجال الأمن الوطني.

وهمت العملية إزالة عشرات العربات والبسطات العشوائية التي كانت تعرقل السير والجولان، وتخلق فوضى مستمرة، سواء عبر المشاحنات اليومية بين الباعة، أو عبر احتلال الممرات الحيوية، ما كان يحول دون وصول سيارات الإسعاف والإطفاء وحتى دوريات الأمن إلى أماكن الضرورة في الوقت المناسب.
وقد عبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي طال انتظارها، مؤكدين أن تحرير الملك العمومي أعاد جزءا من النظام والسكينة إلى المنطقة، بعدما كانت معاناة العابرين وأصحاب السيارات النفعية تتفاقم يوما بعد يوم بسبب الاكتظاظ والاحتلال غير القانوني للمساحات العامة.

كما تم رصد تحسن واضح في نظافة الساحات المحررة، التي كانت تعاني من تراكم الأزبال وبقايا الأسماك والروائح الكريهة التي تخلفها بعض الأنشطة التجارية العشوائية.
السكان وجهوا شكرهم للسلطات المحلية وجميع المتدخلين، مطالبين في الوقت ذاته باستمرار المراقبة واليقظة للحفاظ على هذا المكسب الحضري، وعدم السماح بعودة الفوضى إلى قلب المدينة القديمة.