وليد بهضاض_صوت العدالة
تعليقا على اعتراف المملكة المتحدة بمغربية الصحراء، قالت رئيسة جمعية عدالة المحامية “جميلة السيوري”، إن إعلان دولة بريطانيا عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حول الصحراء الغربية خطوة دبلوماسية قوية ومهمة .
وفي تصريح خصت به موقع “صوت العدالة” أوضحت الحقوقية البارزة، أن الموقف البريطاني يعتبر تحولا كبيرا في السياسة الخارجية البريطانية، والتي كانت تتبنى الحياد لمدة أعوام ، مضيفة كون هذا الدعم يأتي في إطار جهود الوطنية والأممية المبذولة قصد إيجاد حل سياسي عادل ودائم للنزاع حول الصحراء، موضحة أن موقف المملكة المتحدة سيعزز الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا، تحت ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.
ومن الناحية الحقوقية، تقول المحامية رئيسة جمعية عدالة، أن الحكم الذاتي يعتبر آلية لضمان حقوق الإنسان في الصحراء، حيث يتيح لساكنة المنطقة تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال المؤسسات التشريعية والقضائية والإدارية المحلية،كما يمنح ممارسة فعلية لحقوق الإنسان، بما في ذلك مشاركة المواطنين في صنع القرار.
وإعتبرت المحامية والحقوقية، أن هذا القرار هو تحول كبير في السياسة الخارجية البريطانية، حيث أصبحت المملكة المتحدة تدعم الموقف المغربي في الساحة الدولية، وهو ما يعزز من مكانته في المنطقة المغاربية والقارية، كما من المتوقع أن يفتح هذا الدعم آفاقا جديدة للتعاون بين المملكتين في مختلف المجالات.
ومن جهته، أوضح المحامي والحقوقي “رشيد ايت بلعربي” في تصريح ” لصوت العدالة”، أن الموقف الإيجابي للخارجية البريطانية هو استمرارية للزخم الدبلوماسي الذي تشهده القضية الوطنية، والتي اعتبرت الحكم الذاتي هو الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق، مضيفا كون القرار البريطاني جاء بعد إعترافات مماثلة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا، مما يعزز فرصة حل هذه القضية والتي طال أمدها.
ويؤكد المحامي والحقوقي في تصريحه، أن الدعم الدولي للقضية المغربية أمر بالغ الأهمية، خصوصا مع تواجد العراقيل التي وضعتها الجارة الشرقية الجزائر في طريق الحل النهائي لهذا الملف،كما من شأن الدعم الدولي أن يساهم في تسريع خطوات الحل النهائي وتجاوز العقبات وفقا لنفس المتحدث .
ويسترسل ضيف الجريدة، أن حل قضية الصحراء أمر ضروري لتعزيز الاستقرار في المنطقة وتقوية الاتحاد المغاربي ووحدة الدول العربية، كما سيساهم في تعزيز مواقف الدول العربية من القضايا الاستراتيجية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعلاقات مع الكيان الصهيوني حسب تعبير المحامي والحقوقي .
ويوضح “رشيد ايت بلعربي” أن هذا القرار يأتي في سياق نظام عالمي جديد مليء بالمتغيرات الجيوستراتيجية، حيث أصبح صوت القوى العالمية العظمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هو المهيمن، مضيفا أنه ومن المرتقب أن يلقى الموقف البريطاني ترحيبا دوليا أكبر وسيساهم ايجابا في تسريع خطوات الحل النهائي لهذا الملف الذي طال أمده.
وفي ذات السياق، وبعد تدخل الخارجية الجزائرية بشكل إستنكاري، أصدرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بلاغا توصلت الجريدة بنسخة منه، يعبر من خلاله المكتب التنفيذي عن رفضه المطلق للتدخل الجزائري في الشأن الداخلي المغربي،عقب إعلان المملكة المتحدة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
ووفقا للوثيقة، اعتبرت الرابطة المغربية، أن البلاغ الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بتاريخ 1 يونيو 2025 يشكل تدخلا سافرا ومرفوضا في الشؤون الداخلية الوطنية، ويتناقض مع مبادئ حسن الجوار وعدم المساس بسيادة الدول.
وأشارت الجمعية الحقوقية في بلاغها،أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة المغربية تحظى بدعم واسع داخل المنتظم الدولي،كما تم التنويه بها كحل واقعي وذي مصداقية من طرف كبريات القوى العالمية.
وكشفت الرابطة المغربية من خلال منشورها، عن التناقض الواضح في الخطاب الرسمي الجزائري، الذي يدّعي احترام القانون الدولي، في الوقت الذي تسلح وتدعم وتحتضن دولة الجزائر ميليشيات انفصالية، كما تورطت في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وندد المكتب التنفيذي في بلاغه، بجرائم “البوليساريو”، المرتكبة، وبالممارسات التي وصفتها بالإرهابية والموثقة، منها الاختطاف، التعذيب، القتل خارج القانون، وتجنيد الأطفال وفقا للمنظمة الحقوقية المغربية .
ودعت الرابطة في ذات البلاغ، المنتظم الدولي إلى تصنيف جبهة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، وسحب اعتراف الاتحاد الإفريقي بها، ككيان وهمي لا يمثل سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وتأكد المنظمة الحقوقية، أن قضية الصحراء المغربية تظل قضية وطنية مقدسة بالنسبة للشعب المغربي، كما سيظل المغرب منفتحا على الحلول السياسية الواقعية تحت السيادة الوطنية.