الرئيسية آراء وأقلام حرية الصحافة وأصحاب القرار –

حرية الصحافة وأصحاب القرار –

IMG 20230208 WA0007.jpg
كتبه كتب في 8 فبراير، 2023 - 12:22 صباحًا

بقلم..الموستني محمد.

يلاحظ من خلال منع وقمع بعض الصحافيين والمراسلين الصحافيين ان هناك ترتيبات تجري لاسكات الصوت المخالف وان الامور تنذر بالعودة الى الاساليب الامنية القديمة في معالجة قضايا الراي والتعبير .
فهل يسير بعض المسؤولين نحو حملة تطهيرية جديدة تستهدف الاقلام وضعت نصب اعينها الصحافة وحرية التعبير على وجه الخصوص .وفي هذا السياق ياتي مدير جريدة صوت العدالة ومراسلها بسيدي قاسم ومجموعة من المنابر الاعلامية الوطنية والمحلية بفاس من تغطية احداث اجتماعية تهم الراي العام .
ان هذه الحالة القلقة لهذا الخطاب الذي اصبح يقدمه بعض المسؤولين في السر والعلن لتبرير مماراسات مشينة في هذا المجال لاتخرج عن اطار التبريرات القديمة فضلا عن ان الاعلام يجب ان يصاحب هذا الانتقال من توسيع لمجال الممارسة الديمقراطية والتعبير الحر في جميع القضايا خاصة الاساسية منها.
ان المدافعين عن هذه الطروحات لا شك انهم هم المستفيدون من الوضع السائد ممن يمسكون بسلطة الحل والعقد اذ يمكن لهم ان يمنعوا ويعاقبوا وان يصنعوا حتى احداثا وهمية لادانة الصحافيين وخنق مؤسسات اعلامية لكن هناك ثمن ملزم قد يتم دفعه وسيكون غاليا وسيزيد من قتامة صورة محدثي هذا المناخ المتوتر كما سيرسخ فكرة سائدة مضمونها ان حرية الصحافة تبقى دائما مرهونة بمزاجية ثلة من اصحاب القرار الذين تبوؤوا السلطة بفعل ضرب من عصا سحرية واخرون أوتوا قوتهم برضا قيادات حزبية لاعتبارات يتداخل فيها الشخصي والعائلي والزبون .
ان الشعب المغربي لن يستسيغ العودة الى زمن قمع الصحافة النزيهة لانه يعتبر هذه الاقلام الجريئة تسهم في اخباره عن اوضاع ظلت محجوبة عنه يجدفيها اهتماما بانشغالاته الحقيقية ، اكيد ان البعض يحن الى الماضي ويسعى الى ايقاف عربة التقدم الديمقراطي يجرها الى الوراء ولكن الواقع لن تسعفه ذلك.
وحاصل القول ان إسكات الاصوات وتجميد الحبر في الاقلام الحرة لن يفضي الى شيء ولايمكن ان يحصل الا عكس ما يتوخاه محركي المتابعات ومدبري المضايقات بقصد ايقاف المد التصاعدي في تناول قضايا الشأن العام.
كما أعتقد ان الدولة التي اقامت مؤسسات اعترفت بها ورضيت بعملها تحت حكم القانون عليها ان تنتبه الى هذه الحالات الشاذة التي تنتظر التقويم والا فكيف لمغرب الجيل الجديد ان يثق في خطابات حرية التعبير بعدما فقد الثقة في السياسة ؟!!
ان القضية معقدة ومرتبطة اشد الارتباط بثقافة وتربية بعض المسؤولين الذين يجب عليهم اعادة النظر في انفسهم وان يفهموا بان الاعلام بمفهومه الجديد هو حضارة فيه تبليغ وفيه رسالة مهمتها شريفة في مضمونها يجب احترامها وان حرية الصحافة ليست مرهونة بميزاجية اصحاب القرار.

مشاركة