الرئيسية غير مصنف تيفلت :بروز بعض مظاهر التخريب الدخيلة على المدينة

تيفلت :بروز بعض مظاهر التخريب الدخيلة على المدينة

FB IMG 1575667425998
كتبه كتب في 6 ديسمبر، 2019 - 10:32 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي

يقول علماء النفس أنه مما لاشك فيه أن الإنسان يكتسب من المحيط الذي يعيش فيه الكثير من المبادئ والأفكار والقيم بما في  هذا المحيط  من فنون وآداب ودين وعقيدة وسلطة…الخ من مؤثرات لها دور كبير في تكوين الشخصية الإنسانية  (فكل إنسان يولد على الفطرة ولكن ما يلابس الإنسان من الشبهات المتركزة إنما هو وليد أحداث عاشها ويعيشها في حياته)  وعندما تكون هناك أفكار أو مبادئ شاذة أو عقائد فاسدة فأنها تنعكس على  سلوكية الفرد الذي يعيش في  وسطها مالم تكن هنالك وسائل تحصنه  من تلك الأفكار المنحرفة.

وهذا السلوك الغير السوي،يستهدف في الأساس أشياء خارجة عن ذات الفاعل،اعتقادا منه،أن الحاق الضرر بها هو بمثابة تصفية لحسابات مع شخص مفترض( دولة،اقليم،جماعة،شخص…)،لذلك،تجده يتلذذ في تدمير الممتلكات والمصالح ،ويبرر ذلك بوجود لا توازن وظلم وحيف …

هذه الظواهر الشاذة،بدت تظهر للأسف الشديد بكثرة في مجتمعنا المغربي،نأخذ مدينة تيفلت نموذجا،حيثما كنت وإلا تجد مظاهر من الخراب والدمار من قبل أشخاص دون وجود مبرر يذكر،خراب يستهدف كل مظاهر الزينة التي لبستها المدينة في السنوات الأخيرة،وحتى الأشجار لم تسلم من هذا العدوان والعنف الغير المبرر،سلوك يستنكره كل سكان المدينة،الذين يعتبرون ذلك بمثابة الاعتداء على حق من حقوقهم.

جمعيات المجتمع المدني الغيورة على مصالح المدينة،عبرت عن رفضها الدائم لمثل هذه الممارسات،التي يقف من ورائها أشخاص يفرغون مكبوتاتهم بشكل غريب،في الوقت الذي يسعى فيه سكان آخرون الى تنظيم حملات تهدف الى زرع ثقافة الحفاظ على ممتلكات الجماعة والمدينة بشكل خاص.وعبر لنا بعض رؤساء جمعيات المجتمع المدني عن غضبهم نتيجة الحاق أضرار ببعض التجهيزات داخل المدينة،وردوا ذلك،الى وجود سلوك دخيل على الساكنة،مرده الى الفراغ وعدم الوعي بمسؤولية البعض اتجاه المدينة والسكان،وهو فعل يستوجب المحاسبة والمتابعة القضائية.

فالمطلوب هو تنظيم حملات توعوية في المدارس وحتى في صفوف الشباب للتعريف بدور هذه التجهيزات في توفير الراحة للسكان،خاصة الكراسي والساحات،والنافورات والأغراس،واستمرار الاعتداء على ذلك،هو في الحقيقة الاعتداء على حق من حقوق الساكنة،لأن كل ما يوجد بالمدينة من مظاهر الزينة هو في ملك الساكنة وللساكنة،لذلك،الحفاظ عليها هو واجب كل مواطن داخل المدينة ،كل من موقعه،حتى لا تستمر الظاهرة وتتفاقم بشكل يصبح السلوك الشاذ قاعدة ،متداول فيما بين الفئات المتمردة من سكان المدينة.

FB IMG 1575667580950
FB IMG 1575667593629
timthumb 1
مشاركة