صوت العدالة- محمد الموستني
يواجه المغرب بشكل عام التعاطي لمخدر البوفا خاصة عند الشباب بجميع مكوناته الاجتماعية وصولا إلى الطبقة الهشة ،هذه الشرائح التي اجتازت مشوارا طويلا في التعاطي لبعض المخدرات ،(الحشيش والكيف والماحيا والحبوب المهلوسةو…).وقد حاول بعضهم الظفر بالامتناع عن التعاطي لها نزولا عند بعض الحملات التوعوية ومجهودات السلطة المختصة في محاربة هذه الظاهرة، الا ان الأغلبية من المتعاطين لهذه المخدرات لايزالون يصارعون هاجسها في ظل عجز المسؤولين بجميع مكوناتهم عن توفير الوسائل الكافية نظرا لتفشي هذه الآفة بشكل أصبح من المستحيل القضاء عليها في وقت وجيز رغم تظافر المجهودات.
مما اضطرت معه بعض المنابر الإعلامية وجمعيات المجتمع المدني إلى التنديد بعدم العمل الجاد ومحاربة المخدرات بطرق تستوفي الشروط اللازمة.
وتشير بعض المصادر ان مخدر لبوفا او ما يسمى بكوكايين الفقراء قد ظهر في الحقبة الأخيرة وأصبحت منذ ذلك الحين في تزايد مستمر وبشكل مذهل خاصة في وقتنا الحاضر،ذلك ان التعاطي للمخدرات خاصة لبوفا أصبحت معضلة الشباب تخلق فيهم خمولا ذاتيا لا فرار منه.وبالمقابل فإن برنامج محاربة البوفا في ظل هذا الوضع الراهن المتجسد في البطالة وتوفير مناصب الشغل بل اكثر من ذلك تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قد يعود بالشباب إلى كابوس هذه الظاهرة المريب،ومن خلال ذلك أصبح الجميع يبحث عن حل ناجع للمشكل.
ان هاجس البطالة حول الأمر بالنسبة للشباب المعطل إلى كابوس اغتيال طموحهم وأنهم بددوا وقتهم في السعي خلف السراب.وللاشارة فالشباب حاملي الشهادات المعطلين في ارتفاع متزايد باعتبار أن العمل في إطار عقود هو عمل مؤقت وليس توظيفا ،حيث لايمكن اختبار أولئك العاملين لاشهر قليلة كموظفين مما يضع هؤلاء العاملين في إطار هذا البرنامج من العاطلين عن العمل وارتفاع نسبة البطالة بشكل مذهل حسب بعض التقارير.
وقد يرى بعض علماء الاجتماع ان اعتماد الدولة على سياسة تشغيل الشباب مباشرة لم تكن مبنية على دراسات علمية إذ خسرت الملايين في بناء المعامل والمصانع تشغل الشباب دون أي نشاط انتاجي.
ان المشرفين على الاستثمارات المحلية يعملون على إقناع الشباب بالالتحاق بالعمل الإنتاجي ما من شأنه الدفع بعجلة التنمية بالمغرب للتقليص من حدة المشاكل الاجتماعية كظاهرة الهجرة غير الشرعية وتناول المخدرات بجميع أنواعها وارتكاب الجرائم بشكل يومي إذ بلغت حصيلتها إلى مالا يطاق.
ان بعض التقارير التي لا تستثنى منها وسائل الإعلام تشيرالى اعتبار اليد العاملة الأجنبية تحتكر مشاريع تنموية عدة مضيفة أن إسناد عدة مشاريع تنموية للأجانب ناهيك عن مجال المحروقات وكذا التوسع العمراني حيث يعثبر هذا استغلال شبابنا بطرق لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم بل إحالتهم على البطالة بشكل غير مباشر والتعاطي للمخدرات بشكل فضيع.
وقد أفاد بعض الأخصائيين حل التعاطي للمخدرات بشكل متطور وذلك بإيلاء أهمية للشباب وخلق مناصب للشغل وتحقيق العدالة الاجتماعية كما هو متعارف عليه في اطار حقوق الانسان الكونية والحد من تعاطيهم المخدرات بادمان لنجعل من الشباب المغربي الذي نعلق عليه الآمال كركيزة أساسية لبناء مغرب جديد في مستوى منافسة الدول المتقدمة وعلى رأسها دول البحر الأبيض المتوسط.ومنهم من يعثبر ان الأمور لا تزال تسير بطرق عشوائية ينبغي تقويمها.
في رأيي المتواضع ان التعاطي للمخدرات خاصة البوفا من طرف الشباب هو مهد العصيان ورد فعل للسياسة في التشغيل.فالقضية سياسية كبرى بين الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي والمغرب وهو محكوم بهذه الميكانيزمات لهذه العلاقات.
حقيقة مرة يتجرع منها شبابنا طعم التدمر الذي صار هاجسا مراطونيا يقمع الذات .وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا في ظل سياسة في مستوى تطلعات الشباب كي يصبح مسؤولا عن أخطائه والا سيستمر العصيان في محاربة الذات.