متابعة صوت العدالة بتازة.
تزخر مدينة تازة بالعدبد من المعالم التاريخية التي تشهد على العمق التاريخي و الحضاري لهذه الحاضرة، إلا أنها أصبحت تواجه خطر الاندثار و الزوال بفعل عدد من العوامل الطبيعية و البشرية و تعيش هذه المعالم التراثية في الآونة الأخيرة و ضعية مقلقة جراء الانهيارات و المخاطر المحدقة بها، والتي أضحت تهدد وجودها المادي و التاريخي و الحضاري كما هو الحال اليوم بالنسبة لسور باب الجمعة التي انهار جزء منه.
هذا وقد عزت بعض المصادر المهتمة بالتراث و المآثر التاريخية أسباب الانهيار لهذا الجانب من السور راجع لظهور تصدعات و تشققات و تآكل جدرانه جراء الإهمال و اللامبالاة، و هو ما سبق لمجموعة من الجمعيات و الفعاليات المهتمة بالتراث والمآثر التاريخية لتنبيه المسؤولين بالتدخل العاجل لإنقاذه قبل فوات الآوان لما له من حمولة تاريخية.
حيث انتقلت الأسوار المحيطة بالمدينة العتيقة و مآثرها التاريخية من حصن البستيون و المدارس المرينية و القلعة الاسماعيلية و باب الجمعة و المسجد الاعظم، التي يرجع تاريخها إلى عهد الموحدين و المرينين و السعديين، من التعبير عن الهوية الوطنية إلى أمكنة مهجورة طالها النسيان و الإهمال حتى أصبحت أيلة للسقوط و الاندثار في غياب استراتيجية مدروسة للنهوض بالموروث الثقافي و رأسماله الرمزي وإمكانية ربطه بعجلة التنمية دون الحديث عن بعض التصرفات و الأفعال و السلوكات الغير المقبولة من طرف المواطنين بعدما تم تحويلها من أسوار تختزل حضارة تاريخية تمتد لمئات السنين إلى مراحيض عمومية في الهواء الطلق و إلى مطرح للنفايات و الأزبال أمام صمت الجهات المسؤولة خصوصا أن كل من مر بجانبها يستوجب عليه حبس أنفاسه تفاديا لشم الرائحة المنبعثة منها و التي تزكم الأنوف و هو ما يعطي انطباعا سيئا لاهتمام الجهات المختصة بتراث المدينة الذي يعتبر كنزا تاريخيا و موروث ثقافي يجب الحفاظ عليه وصيانته.
فهل سيعجل سقوط هذا الجزء من الحائط من و تيرة التدخل لحماية وصيانة المآثر التاريخية بتازة!!!؟؟؟؟