نظمت جمعية أغراس للتجار بولاية مراكش، يومه السبت، الملتقى الأول لتجارة القرب تحت شعار “رقمنة تجارة القرب رهان التحول الرقمي”، وذلك بمقر الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات بمراكش، بحضور عدد من الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين والتجار المحليين.
ويأتي هذا الملتقى في سياق الدينامية الجديدة التي يعرفها قطاع تجارة القرب، باعتباره أحد الأعمدة الحيوية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، خاصة في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة التي باتت تفرض ضرورة التكيّف مع متطلبات العصر الرقمي.
في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس جمعية أغراس السيد امحمد جوشي أن “التاجر المحلي لم يعد مجرد بائع للسلع، بل أصبح فاعلًا اقتصاديًا حيويًا ومسؤولًا اجتماعيًا يسهم بشكل كبير في تحريك عجلة التنمية”، مشددًا على أهمية تمكين التاجر من أدوات الرقمنة وتيسير ولوجه إلى التكوين والدعم التقني والتجاري.
وخلال الجلسة الرئيسية للملتقى، ألقى السيد محمد لمريس، المدير العام ومؤسس سلسلة متاجر “سوبيريت لمريس”، كلمة مؤثرة سلط فيها الضوء على تجربته الخاصة في مجال تجارة القرب، حيث قال:
“كنشكركم كاملين على حضوركم، وكنوجه تحية خاصة لجمعية أغراس للتجار بولاية مراكش على تنظيم هاد اللقاء اللي كيجمعنا كتجار ديال القرب، وكيعطينا فرصة نشاركوا التجارب ونتعلموا من بعضياتنا.” وأضاف:
“من البداية، كان هدفي ماشي غير نفتح محل ونسالي، ولكن نبني مشروع نموذجي فالعصرنة والتنظيم، وفعلاً درنا مجهود كبير فإدخال برامج تسيير حديثة، واعتماد الأداء الإلكتروني، وخلق فضاء تجاري نظيف ومرتب يرضي الزبون.”
كما دعا لمريس التجار الشباب إلى الانفتاح على التكوين واعتماد العقلية التنظيمية الحديثة، قائلاً:
“ما تبقاش حابس فالماضي، اليوم التجارة خاصها عقل وتنظيم وتطوير. خدم على راسك، تعلم الجديد، واحرص على أنك تكون قدّ المسؤولية.”
وقد تميز الملتقى بنقاشات غنية حول واقع تجارة القرب في المغرب، وآفاق تطويرها من خلال إدماج الرقمنة، وتسهيل الولوج إلى وسائل التكنولوجيا، وتثمين دور التاجر المحلي كفاعل تنموي أساسي في النسيج الحضري.
ويأتي هذا الحدث في إطار جهود جمعية أغراس الهادفة إلى مواكبة التجار والرفع من تنافسيتهم، وترسيخ ثقافة التعاون والتضامن المهني، في أفق بناء نموذج تجاري محلي حديث، يزاوج بين الهوية التقليدية ومتطلبات العصر الرقمي.
