الرئيسية أحداث المجتمع الراشيدية: جماعة أغبالو نأكردوس بين مطرقة التهميش وسندان وباء كورونا

الراشيدية: جماعة أغبالو نأكردوس بين مطرقة التهميش وسندان وباء كورونا

IMG 20200529 WA0134
كتبه كتب في 29 مايو، 2020 - 5:37 مساءً

إسماعيل المالكي/ صوت العدالة

تقع جماعة أغبالو نأكردوس بالجنوب الشرقي، وبالتحديد بإقليم الراشيدية والتي تبعد عنها ب 140 كلم، تحدها شمالا مدينة الراشيدية وجنوبا أيت عيسى، تضم هذه الجماعة خمس عشرة دوارا، بكثافة سكانية تصل إلى 14000 نسمة، اليوم تعاني من أبسط ظروف العيش، حيث تفتقد لأساسيات الحياة، من ماء صالح للشرب وكهرباء، ناهيك عن ضعف التنمية بذات المنطقة، خاصة في هذه الآونة الأخيرة  التي تشهد تفشي فيروس كورونا المستجد، جعلت الساكنة تعيش بين مطرقة التهميش وسندان كوفيد-19.

إذ منذ عام 1996 والجماعة تعيش على هذا الحال، حيث تفتقر لمستلزمات الحياة الضرورية، من مدرسة وطريق معبدة ومستشفى، بالرغم من أنهم ينتمون لعاصمة الجهة، إلى أن قطار التنمية لم يصلهم بعد، بحسب تعبير الساكنة.

ضف إلى ذلك معاناة الساكنة من غياب الدعم المخصص للأسر المعوزة، فحسب أحد أبناء المنطقة، فإن الساكنة تعاني في صمت، حيث لا تجد ما تسد به رمق يومها، والمجلس الجماعي لم يحرك ساكنا على حد تعبيره، وأضاف المصدر ذاته، أن الساكنة كانت محرومة من أبسط مستلزمات الحياة، وجاءت هذه الظرفية لتزيد الطين بلة على حد تعبير.

في هذا الصدد، يقول السيد محمد الحيار مندوب الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة، “إن الساكنة تعاني منذ وقت طويل من التهميش، بالرغم من أن رئيس الجهة ينتمي لنفس الجماعة إلا أن التنمية لم تصل بعد لهذه الجماعة، مضيفا أن ما يحدث في أغبالو نكردوس من مخلفات الماضي والتسيير الفاشل.
و أكد المتحدث ذاته، في نفس السياق على كون السياسيين في المنطقة عمدوا على نشر النعرة القبلية مما خلق جوا من التشاحن السياسي الذي كانت الساكنة في غنى عنه.
وأضاف محمد الحيار، أن الفاعل الجمعوي ساهم في تفشي هذه السياسة، حيث انكب على حل تلك المشاكل، الشيء الذي ترك المجال للمجلس الجماعي للتسيير بشكل انفرادي، والتلاعب بالمشاريع والبنية التحتية اللازمة، وكذا تجاهل الشباب، هذا كله ساهم في هجرة الساكنة للبحث عن أعمال في المدن الكبرى وترك الساحة فارغة لنهب المال العام، والتي تحظى بمساندة ومشاركة من بعض مسؤولي الجهة”.

تفتقر بعض ساكنة الجماعة للماء والكهرباء، ولا ملجأ لهم لسد رمقهم إلا المياه العادمة أو مياه الآبار التي  تفتقد لشروط السلامة الصحية الموصى بها، ناهيك عن غياب طريق معبد يربطهم بالعالم الخارجي، فأقرب مكان حضاري لهم يبعد عن الجماعة ب140 كلم.

وفي هذا الصدد يصرح أحد أبناء المنطقة “بأن الجماعة تعاني هذه المشاكل منذ القدم، إلا أنه ستزداد سوء سنة 2010 بعد تقسيم أراضي الجموع.
ووجه المصدر ذاته، أصابع الاتهام فيما أصبحت عليه المنطقة للرئيس، مشيرا أن همه الوحيد هو مصلحته وزرع الفتنة بين القبائل، متهما إياه بالاستلاء على أراضي بدون شرع قانوني أو وثائق تخول له ذلك”.

وعبرت الساكنة عن استيائها من غياب مستشفى أو مستوصف داخل الجماعة، فأقرب مستوصف للجماعة يبعد ب 140 كلم المتواجد بمدينة الراشيدية، إلا أن الساكنة في هذه الظرفية تعاني بشكل كبير من غياب الدعم المخصص للأسر المعوزة، خاصة وأن الجماعة تنتمي للعالم القروي، والتي يعتمد أغلب سكانها على الزراعة وتربية الماشية، لتجد أغلب الأسر نفسها بين التهميش من جهة وغياب الدعم من جهة ثانية.

يقول السيد حمزة الفينو، باحث في علم البيولوجيا، وأحد أبناء الجماعة، ” أنه منذ بداية جائحة فيروس كورونا لم يتم تسجيل أي حالة بكوفيد-19، في صفوف ساكنة أغبالو نكردوس، وهذا أمر إيجابي، لكن ما نسجل وهو الغياب التام للإجراءات الاحترازية والوقائية المعمول بهما سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، للتصدي لهذه الجائحة، حيث يرجع السيد الفينو السبب في هذا إلى عدم وعي الشباب إضافة إلى غياب المجلس الجماعي الذي لم ينخرط في الحملة الوطنية لتوعية ساكنة الجماعة.

و أكد حمزة الفينو، أن الساكنة مغلوب على أمرها، تنتظر فقط رفع الحجر الصحي، مشيراً أنه لا يمكن تحميل المسؤولية في هذه الظروف لطرف دون أخر لكون الجميع يتحمل المسؤولية، إلا أن الساكنة ضاقت ذرعا في هذه الجماعة القروية المغلوبة على أمرها ولم تجد آذانا صاغية لمطالبهم على حد تعبيره.

وأضاف السيد حمزة الفينو أنهم كانوا قد جسدوا العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقها المشروع على حد تعبيره.

و أشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه الوقفات تخللتها مسيرات احتجاجية إلى مدينة الراشيدية سيرا على الأقدام، إلا أنه لم تجد أذانا صاغية.

يؤكد السيد الفينو في معرض حديثه أن هناك مشاريع تنموية معلقة، والتي يرجح فيها البعض أن السبب هو الصراعات السياسية، لكون رئاسة الجماعة تنتمي لحزب معين ورئاسة المجلس الجهوي إلى حزب آخر، مما أدى إلى اتساع الهوة بين المنتخبين، وكذا أنشأ صراعات وتصفية حسابات سياسية ليكون الخاسر الأكبر هو المواطن.

وطالبت الساكنة من المسؤولين الاسراع في تحقيق مطالبهم خاصة المتعلق بدعم الأسر المعوزة، وكذا ربط المسؤولية بالمحاسبة.

و للإشارة فسيكون لنا لقاء مع المنتخبين بالمنطقة، لنحمل لهم أسئلة الساكنة، وأخذ أجوبتهم حول انتظارات ساكنة أغبالو نكردوس.

مشاركة