“واش دقيقة ما ليها قيمة؟”
مقطع من أغنية للفنان الشعبي الحاج حميد الزاهر رحمة الله عليه. وإن كان قد جاء في سياق عاطفي غرامي، فإن إيحاءاته تنسحب على مجالات حياتية وعلى آفاق حضارية. الدقيقة تلعب اليوم فارقا زمنيا في المقياس الحضاري. سبب النزول أو دواعي الاستحضار ما نسمعه بالأمس واليوم من بعض المسؤولين والمدبرين الترابيين في شأن تأخر الأشغال وتعطل الإنجازات والهدر الزمني الذي يطال الكثير من المشاريع التنموية، ويواجه بعضهم المنتقدين بخطاب استخفافي: “ياك غير البارح كاتغوتو، ها المشروع كمل”، وعندما تعود للبارح كي تقيسه بمقياس الزمن يذهلك أنه يساوي ست سنوات أو سبعا وربما عشرا أو يزيد. يحدث هذا في زمن دقيقته تباغتنا بملايين المعلومات وملايين المعارف الجديدة وملايين الاكتشافات والاختراعات وعشرات الآلاف من القرارات المؤثرة في مصير الملايير من ساكنة الكرة الأرضية. في دقيقة عصرنا تفاجئنا آلاف المواقف وآلاف المواقف المضادة معها تزعزع استقرار العالم وتنذر بخراب أمنا الأرض. في دقيقة عهدنا تحدث هزات أرضية وزلازل وتسوناميهات وإعصارات وفيضانات تزهق عشرات الآلاف من الأرواح وترمل وتيتم وتخلف عاهات وإعاقات في آلاف الأجساد والأذهان والنفوس والأرواح.
مشاريع كثيرة تنطلق ليصيبها داء التسويف والتماطل، ويشل حركتها كساح الأعطاب التقنية والأطماع الريعية، ثم يفاجئك متفيقهو الظلام بالتأصيل للجمود التنموي بعبارة: “تاوادا ن الخير تزضاي”. هي عبارة تنتزع من الأعماق سؤالا مصيريا:
لماذا مسيرة الخير والنماء مكتوب على ناصيتها أن تجر أذيال الخيبة وتسحب خلفها أثقال السجناء؟
في مدينتي وعلى سبيل المثال لا الحصر مركب ثقافي استبشر به شباب ومثقفو المدينة ومتعلموها خيرا منذ الولاية ما قبل الماضية، لكن الحلم تعثر في ولايته الأولى وأقبر، وفي ولايته الثانية كان الهدر الزمني هو العلامة المميزة حين تطلب إحضار الاتفاقية مع وزارة الثقافة من الرباط شهورا لتكشف بعد ذلك أن أحشاءها يعتريها كثير من العيوب والأخطاء المقصودة وتعيد سيرتها الأولى بنفس علامة الهدر. نفس الأمر عرفته مراحل الصفقة وبروز خلل في الوفاء بالالتزامات حين لم تسو الوضعية العقارية للموقع الذي سيحتضن المرفق، وهو ما كاد سيعصف بالمشروع نهائيا لولا تدخل السلطة الإقليمية. هو الآن يدخل ولايته الثالثة ونتمنى أن يرى نور الوجود والاشتغال كذلك لأن مشاكل ترتبط بالتزامات وزارة الثقافة قد تمدد في عمر انتظار مشروع شب أطفال سمعوا به، وصار شباب حلموا به كهولا، وشاخ كهول ظنوا خيرا فخاب ظنهم، ورحل عنا إلى دار البقاء رواد نسجوا أحلاما يحتضنها المرفق في المسرح والتنشيط والموسيقى والتشكيل، وسيرحل عنا آخرون يحملون في أعماقهم جرح مدينتهم.
وعلى نفس المنوال مشروع دار الحي مولاي الهادي بن رحمون بالجرف ومشروع المركب الاجتماعي مولاي عمر حمايمو بتراست وهلم هدرا.
الأستاذ أحمد إدوخراز يكتب…”واش دقيقة ما ليها قيمة؟”

كتبه
Rachid Anwar
كتب في 24 فبراير، 2023 - 2:55 مساءً
مقالات ذات صلة
2 أبريل، 2023
37 تلميذ و تلميذة يستفذون من نظارات طبية بإنزكان
رشيد أنوار / صوت العدالة نظمت جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب فرع انزكان ايت ملول، بشراكة مع الجماعة الترابية [...]
2 أبريل، 2023
التوقيف يطال شرطي بشبهة هتك عرض قاصر
متابعة أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني، زوال يوم السبت فاتح أبريل 2023، قرارا يقضي بالتوقيف المؤقت عن العمل في حق [...]
2 أبريل، 2023
نجاة طفلين من موت محقق بسبب شمعة
الشرقاوي أحمد / صوت العدالة نجى طفلين من موت محقق ساعات بعد الإفطار في حدود الساعة العاشرة و النصف مساءا، [...]
1 أبريل، 2023
العيون : طاقم طبي ينجح في إجراء عملية جراحية ناذرة
العيون : حسن بوفوس أجرى طاقم طبي بالمركب الجراحي للمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون عملية إزالة الفص السفلي [...]