الرئيسية أحداث المجتمع حميد ساعدني الميثاق الوطني لأخلاقيات مهنة الصحافة جاء لتنظيم وتحصين المهنة من الخروقات

حميد ساعدني الميثاق الوطني لأخلاقيات مهنة الصحافة جاء لتنظيم وتحصين المهنة من الخروقات

المجلس الوطني للصحافة
كتبه كتب في 10 أغسطس، 2019 - 11:38 مساءً


عبد الكبير لحراب/ هند بن فارس: صحافية متدربة

حميد ساعدني عضو المجلس الوطني للصحافة ومدير مساعد بقسم الأخبار بقناة الثانية.
هنئ حميد ساعدني صحافيين وصحافيات، وكل مكونات المجتمع المغربي بصدور الميثاق الوطني لأخلاقيات مهنة الصحافة في الجريدة الرسمية، بإعتباره أصبح وثيقة يعتمد عليها في تدبير شؤون أداب أخلاقيات مهنة الصحافة، مشيرا إلى أن القانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة من بين المهام التي أوكلاها إلى هذا المجلس بعد إنتخابه في ستة أشهر الأولى هو إخراج وبلورة ميثاق وطني لأخلاقيات المهنة، مؤكدا أنه هو الأمر الذي عملوا عليه قبل المدة القانونية لستة أشهر.
✓ أستاذ حميد نريدك أن تقربنا من الظروف التي خرج فيها ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة؟
• لم يكن من سهل أن تخرج هذه الوثيقة بهذه السرعة وفي هذا الظرف بظبط، لأنه كنا نعلم كأعضاء في المجلس بأنها ستلزم الصحافيات والصحافيين، وستلزم المؤسسات الإعلامية وسيحتكم إليها في قضايا الصحافة الوطنية، فبالتالي كان هناك سباق مع الوقت، لأنه ليست هناك تراكمات كثيرة وكبيرة في المغرب في هذا المجال، هي موجودة ولكن قليلة جدا.
وأضاف، حميد ساعدني، أنه كان من الضرورة أن نلقي نظرة وأن ندرس عدد كبير من المواثيق الدولية لأخلاقيات المهنة في عدد من الدول خاصة منها الدول المتقدمة، التي لها باع طويل في هذا المجال، وكان من ضروري كذلك أن نراجع كل المبادرات التي كانت في المغرب من قبل لعل من أبرزها اللجنة التي أحدثتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية منذ حوالي 15 أو 20 سنة، ونراجع كذلك كل المبادرات سواء التي صدرت عن المنظمات الحقوقية أو عن بعض المؤسسات الإعلامية، ثم عن كل ما يكتب في المغرب وينشر من طرف أساتذة باحثين وصحافيين، مؤكدا أنه كان لابد من الإحاطة بكل هذه التجارب، وبكل هذه الإنتاجات الوطنية والدولية وإخضاعها وتحديتها مع كل مايجري حاليا في المغرب من تطورات سياسية وإعلامية وثقافية، وكذلك مع كل ما يعرفه القطاع من ثورة تكنولوجية على راسها الثورة الرقمية، لذلك كان لابد من الأخد بعين الإعتبار كل هذه الظروف والظوابط لإخراج هذا الميثاق ليكون أولا مناسب للعصر ثم يكون مستشرق للمستقبل وثالثا أن يحظى بالإجماع.

✓ ماذا سيضيف هذا الميثاق للمجال الصحافي؟
• أعتقد ويعتقد الجميع أن توفر المغرب اليوم على ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة هو مكسب للجميع، لأن الكل سواء مؤسسات وأفراد وإدارات وكل مكونات المجتمع الأن أصبح لديها وثيقة قانونية، وثيقة أخلاقية تحميها من المنزلاقات التي كانت تحدث ليس فقط في مهنة الصحافة، بل في كل المهن تحدث انزلاقات وتجاوزات، موضحا أنه الأن لا يمكن لأيا كان خاصة الصحافيين والصحافيات أن يتدرعوا بإنعدام الميثاق، لأن الميثاق الأن موجود، وراعا كل جوانب الحياة اليومية سواء السياسية أو القانونية أو الشخصية للأفراد، كما أنه راعا كل الجوانب المهنية وليس فقط الأخلاقية.
✓ من هي الجهة التي سهرت على وضع هذا الميثاق؟
• الهاجس الأكبر الذي كان لدينا ولاحقا طيلة المدة التي كنا نعدو ونسهر على إعداد هذا الميثاق هو كيفية الإستفادة من أفكار وإقتراحات كل مهني ومهنية ومنظمات حقوقية وكل مكونات المجتمع المدني، وكذلك شخصيات إعلامية وشخصيات قانونية المنشود لها بتجاربها في هذا المجال دون ان ننسى لأخد بعين الإعتبار التجارب الدولية، مشددا أن هذا الهاجس رفقنا إلى درجة أننا لما أخبرنا بقرب إنجاز هذا الميثاق نشرنا خبرنا وعنوانا بريديا لزملاء الصحافيين والصحافيات ولكل من يريد أن يقترح أفكار أو توجيهات او توصيات قبل إنجاز هذا الميثاق.
وبالفعل توصلنا بعدد كبير وكبير جدا ومهم من الإقتراحات التي أخذنها بعين الإعتبار، كاشفا أن هناك لجنة داخل المجلس، وهي لجنة ميثاق أخلاقيات المهنة التي كانت لها المهمة الرئيسية، ولكن العمل كان عمل جماعي لأنه كان هو أول مهمة كان المجلس إنصرف إليها منذ إنتخابه.
وكانت المهمة الوحيدة تقريبا التي اشتغالنا عليها في الشهور الأولى، وأجلنا كل الأشياء الأخرى سواء فيما يتعلق بالقانون الداخلي للمجلس، أو ما يتعلق بهيكلة المجلس الداخلية وغيرها من الأمور الأخرى، ورغم أن المجلس ليس لديه مقر كنا نجتمع في اي مكان لننتج هذا الميثاق، وهو ما إهتدينا عليه في الأخير.

✓ ألم ترو أن هذا الميثاق قد تأخر شيئا ما؟
• تأخرنا في المغرب نعم، تأخرنا كثيرا، ووقعت العديد من القضايا والحوادث والخروقات في العقود الأخيرة التي مست بشرف أشخاص ومؤسسات لغياب هذا الميثاق نعم، والأن نتوفر على ميثاق ولدينا تفاؤل كبير جدا أنه سيصبح فعلا هو المرجع والوثيقة التي يحتكم إليها قبل ان ترتكب الأخطاء أو  الأفعال التي تمس أخلاقيات المهنة، لأن الزملاء والزميلات الصحافيات كانوا ينتظرون هذا
الميثاق.
وذكر عضو المجلس الوطني للصحافة أنه من أجل تحقيق هذا الهدف سنقوم بمجموعة من الندوات والحملات التحسيسية والتوعوية داخل المؤسسات وعبر وسائل الإعلام،  وسيصدر ايضا كتيب وغيرها من الإجراءات التي سنقوم بها ليصبح الصحافي هو من يحمي أخلاقيات المهنة، مضيفا أن أملنا أن تصبح لجنة أخلاقيات المهنة داخل المجلس الوطني للصحافة في عطالة، وأن يصبح المجلس في هذا الشق في عطالة أي لا ترتكب أي تجاوزات ولا نتوصل بأي إحالات ولا نقوم بالإحالة الذاتية هذا أملنا.
وأملنا ايضا أن نحتكم جميعا إلى أخلاقيات المهنة، وأن نحترم هذه المهنة وإحترام الصحافي وإحترام الصحافة هم من إحترام أخلاقيات المهنة، إذا لا يكفي الجانب القانوني أبدا في أي ميدان كان كيفما كان القطاع في كل بقاع العالم، إن لم يكن هناك أخلاقيات تحترم المهنة، لأن القانون يكون دائما قاصرا وسيظل قاصرا لأن البشر قاصر، متابعا ان الضمير وإحترام المهنة هو شئ نابع من ممارسين المهنة وهو الوازع الذي سيمنع أيا كان من أن يتجاوز حدود ماهو مطلوب منه في المهنة.
✓ ألم ترو أن تأخر هذا الميثاق تسبب في سلبيات لهذه المهنة؟
• مع كامل لأسف نعم، تأخر توفر المغرب على المغرب على ميثاق لأخلاقيات المهنة مع كامل الأسف من أثاره السلبية ماشاهدنه وما نشاهده يوميا من تجاوزات خطيرة تضر بالأشخاص وبالمؤسسات وتضر ايضا بالمجتمع، مشددا أن الأخطر من ذلك مع كامل الأسف أن البعض إعتقد أن الصحافة فيها هذا الجانب السلبي، وهو خطأ طبعا لأن الصحافة لها قواعد وظوابط ولها قوانين.
وتابع مساعد مدير بقسم الأخبار بالقناة الثانية القول، ان مهنة الصحافة كباقي المهن ولا يمكن أن أستغل موقعي كمهني في قطاع ما وأقوم بأشياء ممنوعة ليس فقط قانونيا وإنما ايضا ممنوعة أخلاقيا، كما لا يمكن أن أصفي حساباتي مع خصمي عن طريق الصحافة بعدم إحترام ظوابط المهنة، وهناك تراكمات لمجموعة من السلوكات السلبية في هذا المجال التي نتمنى اليوم أن يصحى ضمير من يقترفون هذه الجرائم في حق الأشخاص والمؤسسات في هذا البلد، نتمنى ان يصحى ضميرهم وأن يحتكموا إلى القواعد البسيطة لمهنة الصحافة.

✓ حرية الصحافة بالمغرب هل هي مقيدة أن مطلقة؟
• الحرية فلسفيا لا يمكن أبدا أن نصيفها لا بالمقيدة ولا بالمطلقة هي نسبية، ونفس الشئ بالنسبة لمهنة الصحافة اذا لا يمكن أن نقول هناك صحافة حرة °/°100 في أي بلد في العالم ومن إعتقد ذلك فهو خاطئ، لأنه هناك أولا الرقابة الذاتية وهي أخطر الرقابات، وليست هناك حرية مطلقة في المغرب ولا أحد يتحدث عنها، هناك هامش من حرية الصحافة بالمغرب نعم وهو هامش محترم يتسع يوم
بعد يوم.
وفي ذات السياق أوضح، حميد سعدني، أن حرية صحافة في مغرب 2019 هامشها كبير وكبير جدا بالمقارنة مع صحافة السبعينيات وبداية الثمانينات ونلاحظ كذلك أن هامش الحرية بدأ يتسع مع الدستور الأخير ومع العهد الجديد، الهامش يتسع ولكن لن نصلا أبدا ولن يصل أي بلد إلى الحرية المطلقة لأنه فلسفيا لا يمكن.
✓ هل تعتقدون أن هذا الميثاق كافي لتحصين المهنة من الإنحرافات؟
• كافي لا، ضروري نعم فهو لبنة من مجموعة من لبنات التي سوف تبني جسم سليم للصحافة، وهو جزء مهم لأنه بمثابة وثيقة  قانونية حسب القانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة، كما أنه مؤسسة نص عليها بشكل ما في الدستور الجديد.
✓ هل هذا الميثاق يستجيب لحاجيات الصحافيين؟
• أتمنى ذلك لأن من وضعه أغلبهم  صحافيون وهم كذلك أرباب مؤسسات صحفية، ولا ننسى كذلك أن المجلس يضم ضمن تشكيلته سبعة أعضاء كل واحد منهم يمثل مؤسسة من مؤسسات المجتمع (قضاة، محامون، مجلس اللغات وغيرها من المؤسسات الأخرى)، أضف إلى ذلك أن الأقتراحات التي توصلنا بها من الصحافيين ومن المؤسسات كلها جمعت في هذا الميثاق.
وأعتقد أنه يستجيب إلى حد اللحظة، ولكن أكيد سيتم تعديله في السنوات القليلة القادمة وربما خلال هذه الولاية، ذلك لأن المجتمع يتطور بشكل كبير ويجب ان نسير هذا التطور، ربما المجلس القادم في السنوات القادمة سيعدل فيه ويغنيه ويحذف منه حسب ما سيعرف المجتمع من تطور، ولكن الأكيد ان هذا الميثاق يستجيب إلى حدا ما إلى الحاجة في هذه اللحظة في مغرب 2019.

✓ بكل صراحة منذ خروج هذا الميثاق ألم تتوصلوا بإنتقادات على بنوده من أي جهة ما؟ 
• لحد اللحظة هناك إنطباعات كلها إيجابية تهنئ ليس المجلس فقط وانما تهنئ المجتمع المغربي كله بوثيقة للأخلاقيات، وأكيد ننتظر ردود فعل من ذاوي الإختصاص، ومن زملاء وزميلات الصحافيات الذين سيعودون إليه بتفصيل، ومن جهتهنا نحن لدينا برنامج عمل مظبوط حول التحسيس وتعريف بهذا الميثاق وبروحه وفلسفته بإشراك الجميع سواء المهنيين و المهنيات والمجتمع لكي يصبح ميثاق كل المجتمع ويهضمه الجميع ويتبناه ويحترمه الجميع، لأنه يهم كل مؤسسات المجتمع وكل مواطن مغربي هو معني بهذا الميثاق، وهو لايعني فقط الصحافيين و الصحافيات بل يعني المجتمع بكامله.
✓ ماهو إنطباكم أنتم شخصيا على هذا الميثاق؟
• اولا أشعر بالفخر الكبير كوني واحد من الذين ساهموا ضمن أعضاء المجلس في إخراج أول ميثاق وطني لأخلاقيات مهنة الصحافة، هذا فخر شخصي كمهني وكمواطن مغربي، ثم هذا كان من بين الإلتزامات التي عهدنا بها الزملاء الذين صوتوا علينا أثناء الحملة الإنتخابية، حيث كنا دائما نضع أخلاقيات المهنة من اولوية اولويات المجلس.
وتابع، حميد سعدني الحديث قائلا، أتمنى أن الزملاء الذين صوتوا عليا وعلى اللائحة التي كنت أقودها علموا أننا إحترمنا أول إلتزام، هناك إلتزامات أخرى نتمنى كذلك أن ننجح في تنفيذها قبل نهاية هذه الولاية.

مشاركة