الرئيسية أحداث المجتمع شباب بالخميسات يحملون نعشا على ظهورهم تعبيرا عن تردي الأوضاع بالمدينة.

شباب بالخميسات يحملون نعشا على ظهورهم تعبيرا عن تردي الأوضاع بالمدينة.

Screenshot 20190612 2326132
كتبه كتب في 13 يونيو، 2019 - 12:33 صباحًا

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

احتج شباب بمدينة الخميسات اليوم الأربعاء 12 يونيو الجاري بطريقة غريبة وفريدة من نوعها ،تعبيرا عن رفضهم واستنكارهم للوضع العام الذي باتت عليه المدينة،بسبب سياسة اقصائية الهدف منها حسب قولهم ” تهميش المدينة وتجوبع ساكنتها”.

حيث حمل الشباب المحتج وهم مجموعة من المناضلين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومنتخبين نعشا على ظهورهم كتب عليه ” البركة في ريوسكم،الخميسات مشات عند الله”،وعبروا أهم شوارع المدينة في اتجاه مقر العمالة.

وحسب إفادتهم في بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي،فالوضع الحالي للخميسات،شبيه بموت حقيقي،لذلك،قررنا التعبير بهذا النعش،لتقريب الصورة من الرأي العام الوطني والاقليمي،فالوضع لم يعد يحتمل،تهميش مقصود،اقصاء ممنهج،قتل لكل المرافق الحية،زرع اليأس في نفوس المواطنين الزموريين،الذين قدموا الغالي والنفيس لهذا الوطن في كل القطاعات،فغياب فرص العمل،حتم على أبناء المدينة الهجرة الى مناطق أخرى بحثا عن فرص للحياة والعيش الكريم،بعدما أقفلت كل الشركات داخل المنطقة الصناعية،مدينة لم تعد تحمل من الحاضرة الا الاسم،حفر في كل مكان،مياه الصرف الصحي تتجول في أغلب الأحياء،رغم أن أموالا كثيرة خصصت لهذا الغرض،شوارع رئيسية خصصت لها الملايير،ولا زالت كما كانت،باستثناء بعض الأشغال التي همت الشارع الرئيسي،فوضى عارمة وسط المدينة وباعة جائلين رحال يتنقلون من حي الى آخر،والسلطة تتابع ذلك ولا حول ولا قوة لها الا بالله،فضاءات خضراء وحدائق تحولت بقدرة قادر الى اقامات سكنية لزيد وعمروسهلا،وصفقات من هنا وصفقات من هناك،يستفيد منها المقربون والمحظوظون أمام أعين السلطة الاقليمية التي ينتظر رئيسها قرار من الوزارة الوصية لينتقل الى اقليم آخر بعيدا عن اقليم التجارب،معطلون يجوبون الشوارع في انتظار فرصة أو حتى نصف فرصة،فيما يستفيد أبناء المسؤولين من فرص حقيقية في التعلم والتشغيل،حتى النظافة لم تعد حق من حقوق المواطن الزموري،فحيث مررت تحاصرك الأزبال وتتابعك لسعات الذباب المتمرد،لا بوصلة بهذه المدينة،كل الاتجاهات تؤدي الى اليأس والاحباط.

الشباب الغيور على مدينته بغض النظر عن الدوافع والأسباب،لم يعد يتحمل المزيد من الاقصاء والتهميش،خاصة وهو يرى المال العام يصرف بشكل غير مدبر،وغير مسؤول،لأنه ،أن تحمل المدينة فوق نعش،فهذا يعني أن كل الأبواب قد سدت ،وأن ملك الموت يطرق فعلا الأبواب،وأن المدينة على حافة موت حقيقي. والسبب يقول المحتجون هو اللامبالاة التي يتعامل بها المسؤولين مع المطالب الحقيقية للسكان،فالمواطن لا يطلب إلا أن يعيش حياة مقبولة وكريمة ،وهذا حقه يضمنه الدستور والمواثيق الدولية،فعيب أن تتعمد بعض الجهات قتل الحياة بمدينة الخميسات،خاصة وأن لها امكانيات طبيعية كفيلة بتوفير موارد مالية مهمة،فقط،الأمر يتطلب تدبير معقلن وحكامة جيدة ،وفق مقاربة اجتماعية تستحضر المصلحة العامة.

ويعتبر هذا النوع من الاحتجاج،الأول من نوعه في الجهة،ما يتطلب معه تدخل الجهات المعنية وفتح تحقيق في الموضوع،خاصة والي الجهة الذي من المفروض أن يبحث عن سبب تراجع أسهم التنمية بمدينة الخميسات،وجمودها المخيف وخوف شبابها وهجرتهم الجماعية نحو مستقبل غامض،ينتهي في الغالب تحت مياه المتوسط،أو في ضيعات اكادير…كما أن عامل الاقليم – الذي يعلم جيدا طبيعة الصراع الحقيقي بين رئيس المجلس البلدي ورئيس المجلس الاقليمي- عليه بالتدخل كسلطة وصية يعطيها القانون الحق في التدخل لما يتعلق الأمر بتسجيل خروقات على مستوى بعض المشاريع والبرامج،كما أن رئيس المجلس البلدي،فهو المسؤول الأول عن تنمية المدينة،لأن هذا دوره حسب مضامين القانون التنظيمي للجماعات الترابية،وله من الوسائل القانونية والمادية ما يعطيه الحق في تبني برامج مواطنة تنعش المدينة وتحرك اقتصادها.

فالاحتجاج بهذا الشكل،إنما هو رسالة مباشرة لمن يهمه الأمر،حتى يستفيق من سباته العميق،ويقوم بدوره كاملا كما يحدده الدستور ويسعى اليه جلالة الملك،وربما اختيار ساحة العمالة للدفن، هو رسالة موجهة للمؤسسة الاقليمية التي اعتبرها المحتجون مقبرة للمشاريع ولاحلام شباب الاقليم،الذي يطمح في الحصول على حقه في الشغل والصحة والتعليم دون أن يكون مضطرا لتقديم حريته مقابل هذا الحلم البزنطي.

مشاركة