في كواليس كرة القدم النسوية المغربية، تبرز أسماء اختارت العمل بصمت، بعيدًا عن الأضواء، لكنها أسهمت بشكل فعلي في بناء مشاريع رياضية متماسكة. من بين هذه الأسماء، تحضر بهية الياحميدي، المسؤولة عن فرع كرة القدم النسوية لنادي الجيش الملكي، أحد أكثر الأندية المغربية عراقة وتنظيمًا.
تتحمل بهية الياحميدي مسؤولية تدبير فرع يراهن عليه النادي الملكي بقوة، في سياق التحول الذي تعرفه كرة القدم النسوية وارتفاع سقف التنافس محليًا وقاريًا. دورها لا يقتصر على الجانب الإداري، بل يمتد إلى التنسيق التقني، وتتبع حاجيات اللاعبات، وضمان اشتغال المنظومة في انسجام مع هوية النادي القائمة على الانضباط والاحتراف.
داخل الجيش الملكي، حيث للهيكلة والصرامة معنى خاص، استطاعت الياحميدي أن تفرض أسلوب عمل هادئًا وفعّالًا، يقوم على التخطيط والاستمرارية، مع إيمان راسخ بأن كرة القدم النسوية ليست مشروعًا ظرفيًا، بل رهانًا استراتيجيًا يستحق الاستثمار والدعم.
تُحسب لها مساهمتها في ترسيخ صورة فرع نسوي تنافسي، يحترم قيم النادي ويواكب تطور اللعبة، سواء من حيث التأطير أو توفير شروط الاشتغال الملائمة للاعبات، في انسجام مع الدينامية التي تعرفها الكرة النسوية المغربية بفضل الاهتمام المتزايد من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
بعيدًا عن التصريحات المتكررة، تفضل بهية الياحميدي لغة الأفعال، مؤمنة بأن نجاح المسؤول يُقاس بمدى استقرار المشروع وقدرته على إنتاج نتائج رياضية وبشرية على المدى المتوسط والبعيد. وهو ما جعل اسمها يرتبط داخل الأوساط المتابعة بكفاءة التدبير ورصانة القرار.
في زمن تبحث فيه كرة القدم النسوية عن نماذج تسيير ناجحة، تظل تجربة بهية الياحميدي داخل الجيش الملكي مثالًا لعمل إداري نسوي يراكم بهدوء، ويشتغل بمنطق المؤسسة لا بمنطق الفرد.


