الرئيسية أخبار وطنية لحـويدك: المسيرة الخضراء تحولت من ملحمة تحرير إلى رافعة دبلوماسية وتنموية

لحـويدك: المسيرة الخضراء تحولت من ملحمة تحرير إلى رافعة دبلوماسية وتنموية

IMG 20251215 WA0057
كتبه كتب في 15 ديسمبر، 2025 - 8:45 مساءً

أكد الأستاذ والكاتب الحسن لحويدك، رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب، أن المسيرة الخضراء المظفرة لم تكن مجرد محطة تاريخية لتحرير الصحراء المغربية، بل شكلت منطلقًا لمسار متواصل من البناء الدبلوماسي والنماء التنموي، أسهم في ترسيخ مغربية الصحراء وتعزيز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا.

وجاء ذلك خلال مداخلته في فعاليات الأمسية الثقافية التي نظمتها الجمعية المغربية لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية سابقًا، مساء السبت 13 دجنبر 2025، بمقر علال الفاسي بحي أكدال بالرباط، تحت شعار: «الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء المظفرة: ذاكرة خضراء وتنمية واعدة».

وأوضح لحويدك، في مداخلة حملت عنوان «من مسيرة تحرير الصحراء إلى مسيرة الدبلوماسية والنماء.. دلالات ومكتسبات»، أن المسيرة الخضراء مثلت حدثًا مفصليًا في التاريخ المغربي المعاصر، لما جسدته من عبقرية سياسية وحكمة استراتيجية للمغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، حيث أرسَت نموذجًا فريدًا في تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وكرست التلاحم الوثيق بين العرش والشعب.

وسجل المتحدث أن هذه الملحمة الوطنية مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية سنة 1975 بطريقة سلمية، تُوجت بتوقيع اتفاقية مدريد، وأسست لمسار متواصل من المكاسب، شملت تثبيت الشرعية التاريخية والقانونية لمغربية الصحراء، وترسيخ الوحدة الترابية، وتعزيز الحقوق السياسية والمدنية لسكان الأقاليم الجنوبية.

وفي السياق ذاته، أبرز لحويدك أن الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، نقلت القضية الوطنية إلى مرحلة جديدة، عنوانها التنمية الشاملة والدبلوماسية الفاعلة، مشيرًا إلى أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أُطلق سنة 2015، شكّل رافعة حقيقية لتحقيق العدالة المجالية والتنمية المستدامة، عبر مشاريع كبرى همت البنية التحتية، والاستثمار، وخلق فرص الشغل، مع إشراك الساكنة المحلية وتثمين الثقافة الحسانية.

كما توقف عند أهمية الجهوية المتقدمة، التي كرسها دستور 2011، باعتبارها آلية أساسية لتعزيز التنمية الترابية، وتجسيد مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي وصفه بالحل الجاد والواقعي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء.

وعلى المستوى الدبلوماسي، أبرز رئيس جمعية الوحدة الترابية أن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة مكاسب متتالية، تجلت في تنامي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، وافتتاح عدد من الدول الشقيقة والصديقة لقنصلياتها بمدينتي العيون والداخلة، إلى جانب توقيع اتفاقيات استثمارية وتجارية عززت إشعاع الأقاليم الجنوبية.

وفي ختام مداخلته، اعتبر لحويدك أن تزامن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء مع صدور القرار الأممي رقم 2797، الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يشكل انتصارًا تاريخيًا جديدًا للقضية الوطنية، مبرزًا أن إعلان 31 أكتوبر عيدًا للوحدة الوطنية يعكس عمق التلاحم بين العرش والشعب، ويجدد العهد على صون الوحدة الترابية.

كما شدد على أن اليد الممدودة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تجاه الجزائر الشقيقة وإخواننا بمخيمات تندوف تجسد خيار المغرب الثابت القائم على الحوار، والمصالحة، وبناء مغرب عربي متكامل، يخدم السلم والاستقرار والتنمية بالمنطقة.

مشاركة