الرئيسية غير مصنف الأستاذ مصطفى أكاشي… حكمة القاضي وجرأة المسؤول ورحابة قلب الإنسان

الأستاذ مصطفى أكاشي… حكمة القاضي وجرأة المسؤول ورحابة قلب الإنسان

IMG 9471
كتبه كتب في 14 نوفمبر، 2025 - 1:51 صباحًا

بقلم عزيز بنحريميدة

يواصل الأستاذ مصطفى أكاشي، رئيس المحكمة الابتدائية ببنسليمان، ترسيخ حضوره كأحد أبرز الوجوه القضائية التي تجمع بين الخبرة القانونية والرؤية الإصلاحية والعمق الإنساني. فالرجل، الذي صار بمثابة الأخ الأكبر للقضاة والموظفين، استطاع أن يصنع لنفسه مكانة قائمة على الاحترام والثقة، من خلال نمط قيادة هادئ لا يرفع الصوت، لكنه يرفع قيمة العمل، ويؤمن بأن العدالة قبل أن تكون قوانين هي سلوك ومسؤولية وأمانة أخلاقية.

يحظى الأستاذ أكاشي بتقدير كبير داخل أوساط القضاء بفضل قراراته الحكيمة وجرأته في إحقاق الحق وصون كرامة المتقاضين، حيث يُعرف عنه أنه لا يتردد في اتخاذ الموقف العادل مهما كان الثمن، وأنه يضع الإنسان في قلب كل ملف، ويعتبر أن كرامة المرتفق جزء لا يتجزأ من هيبة العدالة. ولعل هذا الحس المهني المتوازن هو ما جعل المحكمة الابتدائية ببنسليمان تعرف خلال ولايته دينامية مختلفة ونسق عمل أكثر انفتاحًا على المواطن.

كما برزت لمساته التنظيمية داخل المحكمة من خلال اعتماد مقاربة تدبيرية قائمة على وضوح الرؤية وتوزيع المسؤوليات وإعادة هيكلة بعض المسارات الداخلية بما يضمن تسريع وتيرة البت في القضايا وتحسين ظروف استقبال المرتفقين. وحرص على دعم القضاة الشباب، موجّهًا ومرشدًا، يمنحهم الثقة ويُشعرهم بأنهم جزء من مشروع قضائي جماعي، لا مجرد عناصر منفصلة داخل مؤسسة كبيرة. لذلك حظي بلقب “الأخ الأكبر للقضاة”، ليس مجازًا ولا مبالغة، بل لأنه اختار أن يقود بروح الشراكة لا بروح الأوامر.

أما مساره المهني قبل بنسليمان، خاصة في قصبة تادلة، فقد شكّل محطة مميزة ترك فيها بصمته بقوة. فقد غادر المنطقة وترك وراءه سمعة ممتازة وشهادات تؤكد أنه كان مسؤولًا قادرًا على ضبط الإيقاع المهني للمحكمة، وتحقيق توازن بين الصرامة والانفتاح، وبين تطبيق القانون والبُعد الإنساني. وقد ظل اسمه هناك مرادفًا للنزاهة والرزانة والاحترام.

وبين محطاته المهنية المتعددة، ظل الأستاذ مصطفى أكاشي وفيًا للقيم التي آمن بها منذ البداية: خدمة العدالة، حماية كرامة الناس، دعم زملائه القضاة، والحرص على ترك أثر طيب أينما حلّ وارتحل. واليوم، يشهد الجميع بأن المحكمة الابتدائية ببنسليمان تعيش مرحلة استقرار ونضج مهني ساهم في صنعها رجل هادئ الملامح، قوي المبدأ، واسع القلب… قاضٍ يجسّد المعنى الحقيقي للعدل في زمن يحتاج إلى أمثاله.

مشاركة