شهدت الدورة الثالثة لليوم الوطني للصناعة، المنظم تحت شعار “صُنِع في المغرب” من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الصناعة والتجارة، جدلاً واسعاً بسبب ما وُصف بضعف تدبير التواصل والإعلام خلال هذا الحدث الوطني الهام.
فبدل أن يكون هذا الموعد مناسبة لتسليط الضوء على الكفاءات الصناعية المغربية وتعزيز إشعاع المنتوج الوطني، طغى على الحدث منطق الزبونية والمحسوبية في اختيار المنابر الإعلامية المكلفة بالتغطية، حيث أبانت المكلفة بالتواصل والإعلام عن جهل واضح بأسماء منابر وطنية رائدة راكمت أكثر من عشر سنوات من العمل الجاد، وتحظى بمتابعة جماهيرية بالملايين.
عدد من المهنيين عبروا عن استيائهم من إقصاء وسائل إعلامية ذات مصداقية لصالح أخرى تم اختيارها بناء على العلاقات الشخصية لا على الكفاءة والمهنية، معتبرين أن هذا السلوك يُسيء إلى صورة المعرض وإلى فلسفة الحدث الذي يروم خدمة الصناعة الوطنية والتعريف بالمنتوج المغربي.
ويؤكد المتتبعون أن ضعف التواصل وغياب رؤية مهنية لتدبير الإعلام في تظاهرة بهذا الحجم يعكس مشكلة بنيوية تتكرر في العديد من الفعاليات الرسمية، حيث تُسند مهام التواصل إلى غير أهلها، فيغيب التنظيم المحكم ويُغلب منطق العلاقات والمحاباة على روح الشراكة والانفتاح.
إن اليوم الوطني للصناعة الذي يُفترض أن يكون مناسبة لتكريم روح الإبداع والإنتاج الوطني، لا يمكن أن يحقق أهدافه في ظل تغييب الإعلام الجاد والمستقل، لأن دور الصحافة هنا أساسي في إبراز نجاحات الصناعة المغربية وإشعاعها داخلياً وخارجياً.
وحين يغيب التواصل مع المكلف بالتواصل، وتُغلب العلاقات الشخصية على المهنية، فذلك ما يمكن وصفه فعلاً بـالعبث الإداري والإعلامي

