أبو إياد / مكتب مراكش
في إطار الحملة الوطنية للتحسيس بسرطان الثدي “أكتوبر
الوردي”، نظّمت جمعية نساء المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، النسخة الثالثة من اليوم العلمي حول سرطان الثدي، بقاعة المؤتمرات التابعة لمستشفى ابن نفيس، تحت شعار: «مسار المرأة في مواجهة سرطان الثدي: علاج، صمود وإعادة بناء».
وقد تميّز هذا اللقاء بحضور عدد من الأطر الصحية ومهنيي القطاع، إلى جانب مشاركة البروفيسورة فريجي، مديرة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، التي أكدت في كلمتها على دعم إدارة المركز لمثل هذه المبادرات النسائية الهادفة إلى النهوض بصحة المرأة وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية والكشف المبكر.
وقد شكّلت هذه التظاهرة العلمية والإنسانية مناسبة لتسليط الضوء على تعقيدات المسار الذي تعيشه المرأة المصابة بسرطان الثدي منذ لحظة التشخيص إلى مرحلة إعادة البناء، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي. وأكدت المداخلات على ضرورة اعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة في الرعاية، تجمع بين الدقة الطبية، والمواكبة النفسية، والإنصات الإنساني، بما يضمن للمرأة القدرة على مواجهة المرض بشجاعة واستعادة توازنها وحياتها الطبيعية.
تمحورت المداخلات حول مواضيع جوهرية تتعلق بتجربة المرأة المصابة بسرطان الثدي في مختلف مراحلها، منذ لحظة إعلان التشخيص وما يرافقها من صدمة نفسية وتساؤلات، مرورًا بمرحلة العلاج بمختلف أنواعه الجراحي أو الإشعاعي أو الكيميائي، وصولًا إلى مرحلة إعادة البناء الجسدي والنفسي.
وقد تم التركيز بشكل خاص على أهمية العمل الجماعي بين الأطباء، والممرضين، والأخصائيين النفسيين، والعائلة، لتوفير رعاية شاملة ومتكاملة تضمن للمريضة رحلة علاج إنسانية، آمنة ومفعمة بالأمل.
وتناولت العروض العلمية أيضا عدة محاور من ضمنها الجراحة الترميمية للثدي بعد الاستئصال باعتبارها خطوة أساسية في استرجاع الثقة بالنفس والانسجام الجسدي، وأهمية التغذية السليمة ونمط العيش المتوازن في الوقاية ودعم العلاج، إلى جانب البعد النفسي الذي يشكل ركيزة أساسية في مسار التعافي. وقد تم التأكيد على أن الدعم المعنوي والعاطفي، سواء من طرف الأسرة أو الطاقم الطبي، يُعدّ عنصرًا حاسمًا في تعزيز الصمود والمقاومة لدى المريضة وفي تهيئة بيئة علاجية صحية ومتوازنة.
ومن خلال هذا النشاط، تجدد جمعية نساء المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش التزامها بمواصلة جهودها الرامية إلى نشر الوعي، وتعزيز ثقافة الوقاية، وتكريس البعد الإنساني في الرعاية الصحية للمرأة، تأكيدًا على أن مواجهة سرطان الثدي لا تقتصر على العلاج الطبي فحسب، بل تشمل أيضًا التضامن، والدعم النفسي، والإرادة في إعادة بناء الذات والأمل في الحياة.





