الرئيسية غير مصنف محمد طلال يرثي احد ضحايا شغب الملاعب

محمد طلال يرثي احد ضحايا شغب الملاعب

6b4747e1 5bad 4f46 917d 1b7cd78460ba
كتبه كتب في 28 أكتوبر، 2025 - 8:03 مساءً

مشوار كمال…
ساق مبتورة وحلم مفقود….

يعيش اليوم بألم حقيقي، يتعلّم من جديد كيف يمشي، لكنه لم يتعلّم بعد كيف ينسى….

كل خطوة يخطوها تذكّره أن رحلة الوداد خارج الديار تحوّلت في لحظة إلى مأساة…

كم من “كمال” فقد ساقه أو ذراعه أو عينه أو حريته بسبب لحظة تهوّر، أو حجر طائش، أو سقوط مريب؟

الشغب لا يُربح أحدا… يُسقط شبابا في عمر الزهور، ويترك في قلب الأمهات رمادا لا يبرد، ما بقيت الحياة…

كمال اليوم يبتسم رغم الألم، يزور الملعب أحيانا، وكنتُ أخجل حين أراه يصطفّ أمام كشك التذاكر، معتزّا بكرامة نادرة قل نظيرها….
اقترحت ذات مرة أن نمنحه شارة الدخول مدى الحياة، ولم أتوفّق…

سألته عن أحواله فقال:

“باقي كنحب الوداد، ولكن ما بقيتش كنبغي نشوف الصداع… لا فالتيران ولا على برا.”

سألته مترددا: فاش محرك في الخدمة؟؟
قال: خدمو حتى صحاب جوج رجلين اخويا طلال أنا غير جالس عندي عَود مرة مرة كنكريه في سيدي عبد الرحمن، ولكن منعونا..؟

سألته عن سبب عدم استعانته بساقٍ اصطناعية، فكان الجواب أشدّ وجعا:

“خاصني عملية ننقص من واحد العظم، ولكن منقدرش… حيت وقّْفو ليا لامو.”

قلت ليه باستغراب: علاش؟
أجابني وهو يبتسم بمرارة:

“طلع ليا المؤشر…”

تجمّدت….. لعنت المؤشر وكل المؤشرات…
لم أر في مؤشر هذا المسكين سوى ابشع معالم الفقر، والعوز، والإعاقة…

هي رسالة لمن يعتبر من الشباب، ولكن ايضا رسالة لاخواني بالمكتب المسير للوداد، وللسيد والي جهة الدار البيضاء المحترم المحب للرياضة والرياضيين، محمد مهيدية، أن نفكر جميعا لإيجاد مورد رزق لهذا الطيب المعاق الذي يرضى بكل شيء إلا أن يمد يديه..

مشاركة