انتخاب رئيس الودادية الحسنية للقضاة نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للقضاة إنجاز وطني مشرف يعزز الحضور المغربي في المحافل الدولية
في إنجاز وطني جديد يُضاف إلى سجل النجاحات المغربية في الساحة القضائية الدولية، انتُخب الأستاذ محمد رضوان، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للقضاة، خلال أشغال المؤتمر السنوي السابع والستين للاتحاد، المنعقد هذا الأسبوع في باكو، عاصمة أذربيجان، بمشاركة ممثلي الهيئات القضائية من مختلف أنحاء العالم.

هذا التتويج المرموق لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار وطني حافل بالعمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي الذي قادته الودادية الحسنية للقضاة في السنوات الأخيرة، تحت إشراف رئيسها الأستاذ محمد رضوان، الذي استطاع أن يجعل من الودادية نموذجًا جمعويا و مؤسساتيًا يحتذى به على المستويين العربي والإفريقي، وممثلًا صادقًا لصوت القاضي المغربي في المنتديات الدولية.

ويأتي هذا الحدث بعد انتخاب الأستاذ محمد رضوان في أبريل الماضي رئيسًا للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة خلال اجتماعاتها الأخيرة التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء، وهو المنصب الذي شكل محطة فارقة في مساره، إذ برهن من خلاله على جديته ومكانته داخل المنتظم الدولي، ليُنتخب اليوم نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للقضاة، تأكيدًا جديدًا على المكانة التي بات يحتلها القضاء المغربي في الساحة العالمية.
فَبهذا الإنجاز المتميز، وبهذه الكاريزما القضائية المغربية التي أضحت تحمل بعدًا دوليًا يخدم المبادئ الكونية للعدالة واستقلال القضاء كما هي متعارف عليها دوليًا، ويعزز إشعاع المغرب كبلد مؤسسات وعدالة وإنسانية.

وأكد الأستاذ محمد رضوان، في تصريح خاص لجريدة صوت العدالة، أن هذا الإنجاز الدولي هو “تتويج لمسار إصلاحي وتراكمي اشتغلت عليه الودادية الحسنية للقضاة وفق رؤية منفتحة، تجعل من البعد الدولي أحد ركائز العمل الجمعوي”.
أضاف أن “انتخاب قاضٍ مغربي نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للقضاة، يشكل اعترافًا صريحًا بكفاءة الجسم القضائي المغربي، وبالثقة التي أصبحت تحظى بها المملكة داخل المؤسسات الدولية، بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من استقلالية السلطة القضائية ركيزة أساسية لبناء دولة الحق والقانون”.

وأكد رضوان أن هذا التتويج لم يكن مجرد حدث رمزي، بل ثمرة لعمل جماعي متواصل من طرف المكتب المركزي والمكاتب الجهوية للودادية، الذين اشتغلوا في صمت، وبتنسيق مؤسساتي دقيق، “من أجل ترسيخ مكانة القضاء المغربي وتعزيز إشعاعه الدولي، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو شخصية، ووفاءً للمصلحة الفضلى للوطن”.
فمنذ انتخاب الأستاذ محمد رضوان رئيسًا للودادية الحسنية للقضاة، عرفت الجمعية تحولًا نوعيًا في استراتيجيتها، ارتكز على توسيع حضورها الدبلوماسي والمهني على المستوى الدولي.
فقد تمكنت الودادية من بناء علاقات تعاون وشراكة مع عدد من الجمعيات والهيئات القضائية الدولية، كما مثلت المغرب في مؤتمرات كبرى بأوروبا، أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، حيث كانت صوتًا مدافعًا عن استقلال القضاء وعن صورة القاضي المغربي كفاعل حقوقي وإنساني مؤمن برسالته.

وشكلت المشاركة الفعالة للودادية في مؤتمرات الاتحاد الدولي للقضاة، وفي اللقاءات الإفريقية والعربية، فرصة لتقوية الدبلوماسية القضائية المغربية، والتعريف بالإصلاحات التي عرفها القضاء الوطني، خصوصًا في مجال التحول الرقمي، تكوين القضاة، والعدالة المجالية.
هذه الدينامية جعلت الاتحاد الدولي للقضاة يضع ثقته في الودادية الحسنية، ويعتبرها شريكًا استراتيجيًا في كل المبادرات الرامية إلى تعزيز استقلال السلطة القضائية عالميًا.
يوضح الأستاذ رضوان أن الودادية اشتغلت خلال ولايته على “تحقيق انفتاح ذكي ومتوازن على المحيط الدولي، دون التفريط في الخصوصية الوطنية أو المرجعية الأخلاقية للقاضي المغربي”.
ويضيف أن الودادية جعلت من “المصلحة العليا للوطن بوصلة لكل تحركاتها، معتبرة أن الدفاع عن صورة القضاء المغربي في الخارج لا ينفصل عن الدفاع عن ثوابت الأمة ووحدتها الترابية”.

كما أبرز أن المكتب المركزي والمكاتب الجهوية “عملوا بجهد كبير لتحديث آليات التواصل، وإطلاق مبادرات تضامنية وإنسانية، وتعزيز حضور المرأة القاضية، والانخراط في النقاشات العالمية حول الذكاء الاصطناعي في القضاء، العدالة البيئية، والعقوبات البديلة، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى للمملكة”.
إن انتخاب القاضي محمد رضوان نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للقضاة ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل هو تأكيد على المكانة التي أصبح يحتلها القضاء المغربي كمدرسة قائمة بذاتها، تجمع بين الأصالة والتجديد، وبين المهنية والانفتاح.
فبفضل إرادة صادقة، وإيمان عميق برسالة العدالة، استطاع القضاء المغربي أن يتحول من متلقٍ للتجارب إلى مساهم في صناعتها وتطويرها، بما يعزز حضور المغرب كبلدٍ رائد في محيطه الإقليمي والدولي.

وفي ختام حديثه لـ صوت العدالة، عبّر الأستاذ محمد رضوان عن فخره بهذا التتويج الذي “يمثل كل قضاة المملكة المغربية”، مؤكداً أن الودادية الحسنية للقضاة ستواصل “العمل بنفس العزيمة والحماس، لخدمة رسالة القضاء، وتعزيز إشعاع المغرب في كل المنتديات الدولية، ترجمةً لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الراعي الأول لاستقلال القضاء ودعامة العدالة بالمملكة، وبتنسيق تام مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية”.
✍️ عزيز بنحريميدة
مدير موقع صوت العدالة

