حفيظ المخروبي – صوت العدالة
تعيش ساكنة مدينة الخميسات، خاصة القاطنين بجوار منطقة “لافيراي”، على وقع معاناة بيئية حادة بسبب انتشار أدخنة كثيفة وروائح خانقة ناتجة عن حرق عشوائي للمتلاشيات والنفايات. هذا الوضع بات يؤرق الساكنة التي تعاني من اختناق يومي، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر تدخل رسمي لوضع حد لهذه الكارثة البيئية.
شهادات سكان الأحياء المتضررة تؤكد أن عمليات الحرق تتم في أوقات متأخرة من الليل أو في الصباح الباكر، حيث تُشعل النيران في مواد خطيرة مثل البلاستيك والإطارات المطاطية والمخلفات المعدنية، مما يؤدي إلى انبعاث غازات وروائح سامة تنتشر بسرعة بين الأزقة والمنازل.
يقول أحد السكان من حي السكورة: “لم نعد نحتمل. كل ليلة نفس المعاناة، أطفالنا يسعلون طوال الوقت، وكبار السن يختنقون. الهواء لم يعد صالحاً للتنفس”.
ورغم الشكاوى العديدة التي وُجهت إلى السلطات المحلية، فإن الوضع لا يزال على حاله، بل يتفاقم في ظل غياب أي مراقبة أو استراتيجية واضحة لتدبير هذا النوع من النفايات بطريقة سليمة. المواطنون يعبرون عن استغرابهم من الصمت المريب الذي تواجه به الجهات المعنية هذه الأزمة، متسائلين عن الجهة التي تسمح أو تغض الطرف عن هذه الأفعال الممنوعة قانونياً.
العديد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين اعتبروا أن استمرار هذا الوضع يشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة ويشوّه صورة المدينة، مؤكدين على ضرورة:
التدخل الفوري لوقف الحرق العشوائي للمتلاشيات
فتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤولين عن هذه الممارسات
إنشاء فضاء مخصص لمعالجة وفرز المتلاشيات خارج المدار الحضري
إطلاق حملات توعية حول خطورة حرق النفايات على الصحة والبيئة
وتبقى مدينة الخميسات، كغيرها من المدن المتوسطة، رهينة لمشاكل بيئية متراكمة في غياب رؤية محلية واضحة لتدبير النفايات واحترام الحق الدستوري في بيئة سليمة.
السؤال الذي يطرحه المواطنون اليوم بإلحاح: من يتحمل المسؤولية؟ ومتى ستتحرك الجهات المسؤولة قبل أن تتحول “لافيراي” إلى بؤرة صحية خطيرة تهدد حياة المئات من الأسر القاطنة بالمحيط؟

