صوت العدالة – عبدالغني الجناتي إدريسي
شهدت مدينة فاس، يوم أمس وقفة احتجاجية لافتة انطلقت من جامعة ظهر المهراز حيث توافد المئات من الطلبة و شباب المدينة للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ورفع شعارات تدعو إلى إصلاح قطاعي التعليم والصحة، ومحاربة البطالة والفساد.
انطلقت المسيرة بشكل منظم من محيط جامعة ظهر المهراز لتجوب عدداً من الشوارع بالمدينة وصولاً إلى حي الليدو، ( بباب الغول ) في أجواء غلبت عليها السلمية والانضباط.
وقد أشاد متتبعون بالطابع الحضاري الذي طبع هذه الاحتجاجات حيث تولى شباب وطلبة مهمة التنظيم موجهين الحشود وضامنين سير المسيرة دون تسجيل أي انزلاقات، تخريب، أو احتكاكات مع رجال الأمن.
ركزت الشعارات المرفوعة على المطالبة بالعدالة الاجتماعية والحق في تعليم جيد وصحة تحفظ كرامة المواطن فضلاً عن توفير فرص عمل للشباب الذي يواجه نسب بطالة مرتفعة.
تميزت احتجاجات الأمس بسلمية واضحة وهو ما جعلها تحظى بتفاعل إيجابي في أوساط الرأي العام حيث اعتُبرت نموذجاً للاحتجاج الحضاري الذي يعكس وعي الشباب بضرورة التعبير عن مطالبهم في إطار القانون واحترام الممتلكات العامة والخاصة.
احتجاجات فاس الأخيرة أعادت إلى الواجهة النقاش حول قدرة الدولة على فتح قنوات الحوار مع الشباب والطلبة والاستماع لمطالبهم المشروعة تفادياً لأي احتقان اجتماعي. وبالرغم من سلمية الوقفة وتنظيمها المحكم وخلوها من أي تخريب أو احتكاكات تبقى الاستجابة للمطالب هي المحك الحقيقي لتفادي تكرار هذه التحركات مستقبلاً.

